ميلاد السنديان
ياشوط أدرك وجهه
وغفا ليحتل المكان
وبنا جدار الصبح فاخضر الزمان
والكل يدرك انه ولد ومات
فتيقظت من حول مخدعه بذور السنديان
وغفا كأهل الكهف
كل الزمن ومع الزمن مر الزمن
لم يدري أن وجوده مر وغاب
لم يدري أن خلوده سحب الضباب
لم يستفق جدي كأهل الكهف
لكي ينظر على خجل
بأن وعوده اندثرت وأن حقوله انطمرت
وأن التين لم يحمل كعادته
وجوزته التي كانت بقرب النبع
تمزق نصفها الباقي
بحق العنز
وأن الحرش في حراما تعرج من بلادته
واندثرت معالمه وبكى على يوم ولادته
بعين قيطة كان الناس يغتسلون
تحت ظلال أضواء القمر
وينتظرون حلمهم العنيد
لكي يهوي القمر
وقبل الغيب كم كنَا نسير معاً كعادتنا
ونلعب في حقول التبغ
بالشركيك
ونهرب قبل أن يأتي إلينا الزير
أتى المقداد أتى بوزيد مع حسنا
ولم ندري بأن الحب غادرنا
ياشوط أوقف حملة سرّية
كانت تريد البحث والتنقيب
عن حب وعن عمق دفين
كانت تقوم بلعبة
لترى بأن ربوعنا وكل كنوزنا
سفن تسير الى الدجى خلف الصدى
ملاحها هجر المدى
ثم استدار ولم يعود
فتمزقت كل الدفاتر والحبر أنهكه القلم
فتوعدت عكا بعمق وجودها
لتدوس في عمق الثرى
خلف الذرا
وتمزق الجد الكبير لكي يرى
كل المحبة هاجرت
كل الرجولة غادرت
كل العقول لم تعد تدري بأنها سافرت
*******