قبل اليوم..كنت أرى الوداع كذبة عابرة لا يلبث أن يبددها اللقاء الأبدي...
كنت أحسب أن الشوق مهما انحرق، ستبرده فرحة الأحضان وسعادة اللافراق..
ولكن اليوم شوقي زاد ولهفتي كبرت مع أنني على علم أن الكذبة لن تتبدد وأن الحرقة ستبقى من غير أن تبرد...
أأخدع نفسي وأوهمها أنه لا وجود لكلمة وداع في قاموس الحب؟..أم أقنع قلبي أن يخضع للأمر الواقع؟
ذلك القلب المستبد الذي يأبى الراحة ويعشق العذاب..
آآآآه منك يا قلبي ماذا فعلت بي؟
أؤعاتبك لأنك أدخلتني في دوامة أعجز الخروج منها أو لأنك شللت تفكيري وحكمت علي بالشقاء؟
أم أكافؤك لأنك عيشتني أحلى أيام عمري وعلمتني كيف أن الحب هو أجمل إحساس في العالم؟
أأفرح بالسعادة الأبدية التي ستظل في ركن خفي من قلبي؟ أم أحزن للحزن الأبدي الذي سيسكن ما تبقى منه؟!
إنه عذاب نفسي شديد..أجهل كم سيطول. أخشى أن لا يزول!
ماذا أفعل؟ سؤال أسأله نفسي وأنا أدرى منها أنه ليس هناك ما أفعله...
أؤحاول أن أنسى؟ كيف أنسى وأنت لحن سكن أحشائي.. ما يزال يردد نغماته بداخلي..يذكرني بأجمل لحظات عشتها في حياتي...
لا، لا أستطيع أن أنسى!
أأتجاهل الأمر؟ ولكن كيف والحزن رسم لوحته على وجهي واليأس أخفى بريق عيني؟
كلما أنظر في المرآة..أرى ذلك الحزن..أرى اليأس..أتذكر من جديد..
أتذكر أنني أحبك..أتذكر الألم الذي أكابده عندما أنظر إلى غيرك أو أشعر بسواك. دموعي أصبحت تسبق حديثي..لقد أضحت دليلي الوحيد إلى راحة مؤقتة أقضيها بين نحيبي وذكرياتي..
* * * * * * * * *
كنت من قبل، أحلم بك مع علمي أن حبك المستحيل بذاته..ولكن القدر أرفق بحالي وجمع بيننا في أيام فاقت حلاوة الأحلام..
أما اليوم..فأخشى أن أحلم لأني على يقين بأنه من المستحيل أن يبقى أو يعود المستحيل مرة أخرى!!!
فاليوم انتحرت أحلامي وتجمدت بقايا آمالي..عزائي الوحيد أنني أخيرا ولأول مرة تذوقت معنى السعادة الحقيقية ولو لوقت قصير.
لا أدري إن كنت تتألم مثلي..فأنا أعلم أنك لن تخبرني..
أحتار عندما أفكر بك..أكره أن تتذكرني فتنتابك الآلام والأوجاع وأكون مصدر تعاستك، ولكنني أكره أن تنساني فأنا لا أريد أن أكون نزوة عابرة أو إحساس طائش أردت أن تعيشه.
فأنا في شأنك بين أمرين: يصعب علي أن أطلب منك نسياني..فأنا قادرة على احتمال كل شيء إلا النسيان. ولكن يصعب علي قول "تذكرني" لأن مع كل ذكرى شوق أكبر..ألم أعمق..فوق احتمالك أو احتمالي...
* * * * * * * * *
ليتني كنت وردة حمراء تعطر أرجاء غرفتك..أو وسادة صغيرة تلصق بها خدك..أو كأس تطبع عليه بصمات شفايفك..
ليتني كنت القلم الذي تضمه بأناملك..أو عطر تسكبه على أرجاء جسدك..
ليتني كنت أي شيء آخر خلق ليبقى بجانبك ويستمتع برؤيتك..
أعذروني على الإطالة.....فجراحي أطول منها
العرض العادي
