للشاعر : أحمد مطر
غربة كاسرة
ربِّ طالتْ غربتي
واستنزفَ اليأسُ عنادي
وفؤادي
طمَّ فيهِ الشوقُ حتى
بقي الشوق ولم تبق فؤادي
أنا حيُّ ميتٌّ
دون حياةٍ أو معادِ
وأنا خيطٌ من المطاطِ مشدودٌ
إلى فرعٍ ثنائيٍ أحادي
كلما ازددت اقتراباً
زادَ في القربِ ابتعادي
أنا في عاصفةِ الغربةِ نارٌ
يستوي فيها انحيازي وحيادي
فإذا سلَّمتُ أمري أطفأتني
وإذا واجهتُها زادَ اتقادي
ليس لي في المنتهَى إلاّ رمادي
وطناً لله يا محسنين
…حتى لو بحلم
أكثيرٌ هو أن يطمعَ ميتٌ
في الرقادِ؟
ضاعَ عمري وأنا أعدو
فلا يطلعُ لي إلا الأعادي
وأنا أدعو
فلا تنزلُ بي إلا العوادي
كلُّ عينٍ حدّقَتْ بي
خِلتُها تنوي اصطيادي
كلُّ كفٍ لوّحَتْ لي
خِلتُها تنوي اقتيادي
غربةٌ كاسرةٌ تقتُلني
والجوعُ زادي
لم تعدْ بي طاقةٌ
يا ربّ خلصني سريعاً
من بلادي
نهاية المشروع
أحضِر سلَّة
ضع فيها أربعَ تسعاتٍ
ضع صُحُفاً مُنحلَّة
ضع بُوقاً
ضع مِذياعاً
ضع طبلة
ضع سِكيناً
ضع حبلا
ضع شمعاً أحمر
ضع قفلاً وتذكر قَفلَه
ضع كلباً يعقِرُ بالجُملة
يسبِقُ ظِلَّه
يلمحُ حتى الاأشياء
ويسمعُ ضَحِكَ النملة
واخلُط هذا كُلَّه
وتأكد من غَلقِ السلَّة
ثُم اسحبْ كُرسياً واقعُد
فلقد صارتْ عِندك دولة
الشاعر / احمد مطر
شاعر المنفى 0000