بسم الله
قبل أن تغرسوا أعينكم الجميله أحب في البدايه
ان أذكر لكم أن هذه تعد مقاله ذات صبغة أدبيه
أكثر من كونها نثراً ذا صبغة موسيقيه
قد لا يكون موضعها هنا وهذا لا يعني
أنني اتمرد على قوانين القسم ..
بقدر ما يعني أنها نظرة شخصيه
للمكان الذي اشعر فيه أنني سأجد من ينتقد
نظمي .. ويشذب أغصان مقالي المتفرعه
وفق قواعد النقد الذي اتقبله بصدر رحب
هذا ودمتم
******
عذراً ابي ولك التحيه
عندما أمسكت بالقلم وفي ذهني أن اكتب موضوعاً عن الأب شعرت بسهولة
المهمة فجمعت أفكاري ورتبتها على النحو الأفضل ووضعت نقاط يتمحور
حولها نص موضوعي كي لا أحيد وأخرج عن الموضوع ونفضت الغبار عن
قواميس اللغة كي انتقي منها ما يناسب مكانة الأب في نفسي ...
وعندما حانت ساعة الحسم جف قلمي وتلعثم لساني وتشابكت أفكاري وسرت
في يدي رعشة ما انتظرت طويلاً أن انتقلت لسائر جسدي وكتب الله لورقتي
البيضاء النجاة من الحرث...
أما أنا فقد ذهلت مما حدث وحاولت مراراً وتكراراً أن أستجمع أفكاري التي
رتبتها وأن احفز يمناي لتمتطي صهوة قلمي فتعاود الركض كما كانت ....
ولكن فشلت !!!!!!
فقررت أن ابحث في كتب الأدباء والشعراء لعلي أجد فيها ما يساعدني على
إتمام مهمتي ...
ولكن هنا كانت الصدمة أكبر واعنف فلم أجد فيما بحثت ما يعطي الأب حقه فجل
القصائد للرثاء ولم أعثر حقيقه على قصيدة تناسب الأحياء !!
ولا تحمل بين سطورها بكاء !
فكيف نطالبه بعد ذلك بالعطاء ..!
يا ضيعة الحياء ..
الى هذا الحد أصبحت عواطفنا تجاه الأباء تحمل الخواء !
رغم أن تلك الكتب قد أغدقت على الأم جل القصائد وسطرت لها أروع الدرر
من نثر وغيرة ...
فتملكني العجب وبدأت أتساءل لماذا تعجز أقلامنا
عن تجسيد مشاعرنا تجاه الأب؟؟؟
وبينما أنا غارقٌ في بحر أفكاري تتقاذفني أمواج الحيرة أطلت علي بحلتها
الجميلة سيدة الضياء وأميرة النساء
( أمي )
فطلبت الإذن بالدخول فاستبشرت الخير بمقدمها فإليها ارجع بعد الله كل
تساؤلاتي ...
فبادرتها بالسؤال وقد تبدى لها مدى تلهفي لسماع الإجابة منها
أماه : أخبريني عن الأب ، عن دوره في الحياة، ولماذا تعجز ألسنتنا عن
شكره وإعطائه حقه ؟؟
وكعادتها رمقتني بنظرة وقد بدت على وجهها علامات التعجب .. وفي أعماقها
سؤال يتكرر كلما سألتها ماذا يريد وعن ماذا يبحث وينقب هذا الضياء؟؟
فكررت السؤال عليها وكأني لا أعلم ما يجول في خاطرها .....
فقالت : بني الأب إنسان تقف أمامه عاجزاً عن شكره لعظيم آمره ولعلو شأنه
بعد الله عز وجل
فمن دون الأب لا معنى للحياة
بني أن كانت الأم مدرسة كما قال شوقي فالأب هو من يضع مناهج تلك
المدرسة،، هو من يرسم لوحاته على جدرانها ، هو من يقرع الأجراس ، هو
حارسها هو ذلك البستاني الذي يقلم أشجار المدرسة هو ذلك الصاري الذي
يعلوه علم بل هو العلم ذاته الذي يعانق الأفق هو...هو...هو....
بني نحن الإناث أمهات نعطي بلا حدود فمن السحابة ينزل المطر ومن الشجرة
يطلع الثمر ...
فقلت أماه حقكن محفوظ !!!
فتبسمت وقالت : بني حفظك الله.. ليس هذا ما أريد أن اصل إلية
وأردفت : تالله قل ..؟ من لماء السحاب يحفظه ؟
ومن ينقية ويصفيه لنشربه عذباً؟
من للشجره يرعها ويشذب أغصانها ؟
ومن يجني ثمرها ؟؟
أجبني؟؟
فقلت : ذلك الذكوري المفتول الساعدين ( الأب )
فقالت : بني أنهض أحمل قرطاسك وقلمك فسأل كل من تعرف ومن لا تعرف
عن دور الأب , أذهب فسأل كل من تجرع اليتم كأساً وذاق معنى اليتم , أذهب
فسأل كل امرأة أبتعد عنها او مات زوجها وترك لها أفواه جائعة
أذهب فسأل كل شاب وشابة عن حالهم بعدما مات رب أسرتهم , أذهب إلى
أولئك الناس الذين لازمهم النحس والخسران في الدنيا بسبب عقوقهم لآبائهم
أذهب فسأل...،...،.... ،،،
وقبل أن تختم حديثها العطر تبسمت ورمقتني بنظرة أنثويه جميله
تحمل التعصب الفطري لبنات جنسها
وقالت :بني نحن العطاء
فمكة ( مؤنث) يؤمها الحجاج والمعتمرين ليؤدوا فريضه وليكسبوا أجراً ومثوبه
ولولاالشمس ( مؤنث) ما سهر العشاق على ضوء القمر !
ولولا السماء(مؤنث)! ما جتمع فيها شمس وقمر ونجوم !
فأعجزتني الحيله ولزمت الصمت
إليك والدي قبلة تتبعها آخرى
من أبنك العاجز عن وصف ما يكنه قلبه
من إكبار وتعظيم وأحترام وإجلال
يا من تذوب عنده الحروف خجلاً وتأدباً
يا من علمني الكتابه فلما أشتد ساعدي بخلت عليه ولم ( أرميه)!
فهل تقبل آسفي واعتذاري !
لك الحبُ والدي
الأخ الأصغر /ضياء الفجر