الأسرة المسلمة .. ودورها التربوي

[العبدلي]

أبو محمد الشنقيطي

إن التربية تتم من خلال الموجهات الأساسية للفرد خلال مراحل حياته، وهذه
الموجهات تمثل محاضن التنشئة المختلفة من أسرة ومسجد ومدرسة ووسائل اتصال، وأعظم هذه الوسائل أثرا الأسرة؛ لتفردها بالتأثير في فترة الطفولة .
إن الأسرة هي نواة المجتمع ووحدته البنائية، فيها يشب الطفل ويترعرع، وتتشكل اتجاهاته وآراؤه ويتم البناء الأساسي لشخصيته.
فالبيت المسلم هو المجتمع الصغير الذي تنشأ فيه روابط الأبوة والبنوة والقيم والأخلاق والألفة والمودة، والاستقرار النفسي والعاطفي، وكلها معان مستمدة من دين الإسلام، قال الله تعالى:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" [الروم-21] .
لذا أولى الإسلام عناية كبيرة لتكوين البيت المسلم، فحض على اختيار ذات الدين والخلق، ومعاملتها بالمعروف، مع جعل القوامة بيد الرجل ليعم الأمن والاستقرار أرجاء البيت، كما أكد الإسلام على دور الأسرة المحوري في عملية التربية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" رواه مسلم (2047) يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: ( مما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج العناية بأمر خُلقه ، فإنه ينشأ على ما عوده المربي في صغره، ولهذا نجد الناس منحرفة أخلاقهم، وذلك من قبل التربية التي نشأوا عليها)، ويقول الإمام آبو حامد الغزالي رحمه الله : ( الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، ومائل إلى كل ما يمال إليه، فإن عُود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عُود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والولي له، وقد قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ".
ولكن كيف تتوفر العناية اللازمة للطفل إذا هجرت الأم البيت، وكان الأب في عمله معظم الوقت ؟. إن الأبناء أمانة في أعناق آبائهم فهل رعوا هذه الأمانة حق رعايتها؟، ألا فليتق الله أناس ضيعوا هذه الرعية التى سوف يسألون عنها، فعن ابن عمر رضي الله عنه : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته، والولد راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته" متفق عليه، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله سائل كل راع عن ما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " صححه الألباني ( الصحيحة/ 1636).

إن الأبناء يتمثلون بالآباء ويحملون عاداتهم السلوكية، فإذا كان الأب مدخنا مثلا فإن انتقال هذه الظاهرة إلى الطفل أمر وارد، وقديما قيل:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
إن من المواقف التي لا زلت أذكرها، وأقف أمامها متأملا، أني زرت أحد الأصدقاء في بيته منذ مدة، وكان بصحبتي أحد الإخوة المدخنين– سامحه الله- فما كاد الجمع يلتئم حتى أخرج هذا الأخ سيجارته وأشعلها – كعادة المدخنين في عدم مراعاة شعور غيرهم - فإذا بطفل لا يتجاوز عمره ثلاث سنين يهمس في أذن أبيه، سائلا باستغراب : لماذا يحرق نفسه؟
لقد تربى هذا الطفل في بيت يعمر الأيمان أرجاءه، ولا يعرف التدخين إليه سبيلا، فارتسمت في ذهنه صورة مؤداها أن الدخان والنار يعنيان الحريق، فأسقط هذه الصورة الذهنية – محقا – على أول مدخن رآه !!.
ولكي يبقى للأسرة دورها التربوي الفعال فيجب ألا تشرك في هذه المهمة النبيلة أطرافا أخرى غير مأمونة التأثير كوسائل الإعلام، ذلك أن كثيرا من الأسر أسلمت مهمة التربية للفضائيات والخادمات لأسباب عديدة منها : اشتغال الأب والأم معا خارج البيت، والأمية التربوية التي تعاني منها أسر كثيرة، والتأثر بالنمط الغربي في بناء الاسرة مما نتج عنه اتساع الهوة بين الأبناء والآباء، والتفكك الأسري الذي يجعل مهمة التربية مقصورة على أحد الأبوين دون الآخر

[بنت الأجواد]

أخوي... العبدلي

يعطيك العافيه على مواضيعك المميزه..
والحديث عن دور الأسره التربوي قد يطول ... والعديد من الأسر تجهل دورها في التربيه...
هناك عدة جوانب لدور الأسره التربوي ....
منها,,

1- دور الأسره في عملية التنشئه الأجتماعيه
2- تزويد الأفراد بخبرات الثقافه(التطبيع الثقافي)
3- الأستجابه لمتطلبات الفرد البيولوجيه,,,,,
................................ويعد من أكثرالجوانب أهميه . ويرتبط بالأسلوب الذي تشبع به الأسره حاجات الطفل, فمثلآ وجد أن الأطفال الذين يحرمون من عناية الأم , ويقوم على تنشئتهم المربيات هم أطفال غير مشبعين من الناحيه العاطفيه, ويختلفون في بعض عاداتهم عن الأطفال الذين يلتصقون بأمهاتهم.

4- دور الأسره التربوي الترويحي ....................فعن طريقه يكتسب الطفل السلوك المقبول إجتماعيآ , كما يعرف أيضآ السلوك الغير مقبول, ويتعلم أيضآ: متى وكيف, ومع من يلعب, وكيف يرجىء رغباته وكيف يشبعها.

5- تعلم القيم الأقتصاديه ......... وترشيد الأنفاق يعبر عن قيمه أخرى هي ( وسيطة الإنفاق) والتي أعلنها الأسلام في أكثر من موقع فهذا هو القرآن الكريم يؤكد عليها في قوله تعالى{ الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامآ } ووسيطة الانفاق ليست أمر سهلآ وتحتاج في تعلمها إلى قدوة الآباء والأمهات كما تحتاج إلى موقف وممارسات عمليه يتشبع فيها الأبناء بفكرة الوسيطه هذه.



ولك كل التقدير مني,,


أختـك/ بنت الأجــــــــــــــــواد

[ومضة]

اخي الكريم العبدلي .. أشكر على طرحك لهذا الموضوع .. الاسلام نعمة من الله فالحمد لله على هذه النعمة.. فعلا فهي لها دور كبير في بناء جيل صالح وواعي ..فصلاح الاب والاسرة يؤدي الى صلاح الابناء..وبذلك صلاح المجتمع.. وأشكر الاخت بنت الاجواد على هذه الاضافات الجميلة.. تحياتي لكم..

[العبدلي]

أختي الكريمة بنت الأجواد

شكراً لكِ أختي على إضافتك القيّمه التي أثرت الموضوع
أختي ان الأسرة هي المحضن وهي النواة ومن خلالها ينشأ الطفل على كل مايكون شخصيته من جميع النواحي لذا يجب أن تولى رعاية وأهمية خاصه
فالطفل بحاجة كما اشرتي الى الحنو والإشباع العاطفي والحاجة الى التقدير الاجتماعي والنجاح والتفوق والحاجة الى الانتماء والامن وقد اشار كثير من المختصين الى ان كثير من مشاعر النقص والقصور التي تشيع بين الكبار مصدرها افتقاد الحب والامن والحنان في الطفوله
ومع هذا يجب زرع المفاهيم والقيّم الفاضله وتعليم الطفل أحترام والديه وتقديرهم وتقوية أواصر المحبة بين الأخوة وكيفية تعامله مع الاخرين
ويجب ان يراعى في عملية التنشئه ربط النشء بقصص القران الكريم والسنة النبويه لماتحتويه من دروس تربويه مفيده
ويجب ان لاتشارك جهات اخرى غير مؤهله في عملية التربيه دون رقابة الاسرة والاشراف على ذلك وخاصة وسائل الاعلام
أكرر شكري على مداخلتك القيّمه ولكِ تحياتي

[العبدلي]

ومضة
( مشرفة - منتدى الاسرة

أختي افاضله ومضه

لك خالص تقديري على مروركِ وإطرائك

لاشك أختي أن الأسرة هي نواة المجتمع وقد اولاها الاسلام أهتمام خاص وحث على ذلك بداية من اختيار الزوجة الصالحه وحسن القدوة وقد حثنا ديننا الكريم على اداء الأمانه ورعاية الحقوق (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته)
عندما نعي هذا ونعرف دورنا جيدا ونعرف معشر ألأباء والأمهات مسؤليتنا لاشك سوف نهتم بتربية ابنائنا وهذا يحتاج الى وعي وعلم في عملية التربيه وطرقها وأساليبها وكيف يتم التوازن في ذلك بإشباع رغباتهم العاطفيه مع حسن التوجيه وعدم اغفال العملية التربويه
أكرر شكري لكِ ولكِ تحياتي