بسم الله الرحمن الرحيم
زينة العقل وزينة الوجه البشوش .. سد منيع لدخول الملل .... استقرار مؤسسة الحياة مسؤولية مشتركة يتحملها الجميع «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». الجميع يبحث عن حياة أسرية سعيدة تحمل جميع معاني المودة والحب والرحمة. ولكن لا بد للحياة أن تتكدر وتشوبها بعض الخلافات أو الأمور الطارئة، وليس معنى ذلك أن تتوقف وتنتهي بل يجب أن تسير عجلة الحياة فتتحدى جميع العوائق، ومن هذه العوائق ظاهرة الملل والعادة حيث تتسم الحياة بالركود والجمود.. ما أسباب تسلل الملل إلى الحياة الزوجية
أسباب الملل في الحياة الزوجية
- رتابة الحياة بينهما وعدم التجديد.
- عدم وجود التقاء بينهما في الأفكار والهوايات والرغبات.
- انشغال أحد الزوجين عن الآخر بعمل أو صداقات أو شلل وتجاهل إعطاء الطرف الآخر ما يحتاجه من الوقت ولو بشكل بسيط.
- وقوع أحد الزوجين في علاقة خاطئة تصرفه عن الطرف الآخر وتضعه تحت تأنيب الضمير فينشغل في الوقت الذي يكون فيه موجوداً مع شريك حياته بما هو واقع فيه من خطأ ووخز ضمير.
- عدم قدرة أحد الزوجين على إشباع الطرف الآخر.
- عدم اقتناع أحد الطرفين بالآخر.
وأوضح كذلك تبعات ظاهرة الملل وآثاره في:
- حدوث طلاق عاطفي بينهما على رغم وجودهما تحت سقف واحد.
- تتبع كل منهما لأخطاء الآخر.
- انعدام المرونة بينهما في مناقشة مشاكل الحياة الزوجية.
- سلبيات تقع على الأطفال سلوكياً وصحياً وفي تربيتهم وشخصيتهم، مما يؤدي بهم إلى انحرافات سلوكية أو أخلاقية.
- وقوع أحد الزوجين أو كليهما في انحرافات سلوكية أو أخلاقية.
وهناك بعض الحلول لهذه الظاهرة ومنها:
- تجديد الحياة الزوجية من جميع الجوانب «المسكن والملبس والسلوك والمعاشرة.. الخ».
- استعداد كلا الزوجين للتغيير والتنازل أو الالتقاء في المنتصف.
- القيام برحلات وزيارات إلى عدد من الأماكن وكذلك التواصل مع الآخرين.
- إعطاء كل من الزوجين الآخر فرصة في الابتعاد يومين أو ثلاثة لتجديد الشوق والرغبة في اللقاء.
- تنمية المهارات والمواهب الخاصة
الملل في حد ذاته سلوك طبيعي بين الأزواج!! يحدث وينتهي بسرعة مثل سحابة الصيف.. أما إذا زاد عن حده فهنا تكون المشكلة، ويسمى بالملل الشديد الذي غالباً ما ينتهي بالطلاق أو الهجر، ولعلنا نرجع أسبابه إلى أمور عديدة منها عدم الإشباع الجنسي بين الزوجين، هذا يلعب دوراً كبيراً في حدوث الفتور في العلاقات الزوجية، فكثير من الأزواج والزوجات ينفر أحدهم من الآخر نتيجة إحساسه بعدم الاهتمام به من الجانب الآخر. وهناك عامل مهم يلعب دوراً كبيراً في تولد الملل بين الزوجين، وهو الغيرة التي تعتبر كالملح، قليله يصلح الطعام، وكثيره يفسده.. وعلى ذلك فإن المرأة إذا ما أرادت أن تدافع عن استقرارها داخل مؤسسة الحياة فعليها أن تتسم بالذكاء وأن تدرك ما ينقصها وتتنبه إليه، حتى لا تسيطر عليها الغيرة، وحتماً سوف تكتشف أن هناك تقصيراً من جانبها، ولذا يجب أن تهتم بزينة عقلها تماماً، مثلما تهتم بزينة شكلها عن طريق زيادة ثقافتها بالاطلاع والقراءة، وأن تنظر إلى الغيرة بموضوعية، حتى تتفادى تحولها إلى غيرة مرَضية، وتصل بها إلى الشك الذي قد يؤدي إلى مشاعر غير سوية.
ومن الأسباب أيضاً:
- إصابة أحدهما بمرض نفسي أو اختلاف الميول والعادات والتقاليد مما يوسع الفجوة بين الزوجين.
- عدم فهم كل طرف لوظيفة ودور الطرف الآخر.
- ميل أحد الطرفين إلى إشباع رغباته وحاجاته وإهمال الطرف الآخر.
- اختلاف المستوى الاقتصادي والاجتماعي وتباين العمر بين الزوجين بشكل كبير، مما يؤدي إلى فقدان الدفء الأسري.
- المسايرة المفرطة بحيث يكون أحد الطرفين يسير حيثما ذهب الآخر، ولا يخالفه سواء في أقواله أو أفعاله مما يولد الملل، ويجعل أحد الطرفين يبحث عن التفاعل الإيجابي خارج الأسرة، أو المودة التي لا يجدها داخل البيت.
- عندما تطلب المرأة الطلاق، في أغلب الأحيان دون مبرر، قد تكون تقصد «أنا مللت منك ومن هذه العادة الرتيبة» وهذا الطلب في الحقيقة طلب ونداء للتغيير في شخصي وحالي وفي ذاتي، فأنا لا أستطيع التغيير. وتختم قولها بأن هناك زيجات موفقة، يدب فيها الملل نتيجة الرتابة، فعلى كل عاقل وفطين أن يبحث عن الأسباب ويحاول معالجتها أو إصلاحها
تحياتي