القاضي صالح ابي الرجال,الذي كان له ولد واحدلاغير, فلما شب الولد وأراد ان يختنه, صنع وليمه عظيمه,ودعا الرجال والنساء أياما فلما كان يوم الختان وكان الولد نائما اذ خرجت عليه من جدار البيت حية فلسعته,فمات!
واطلعت والدته لهذا الحال,فارسلت الى والده سرا وقالت له لو اودع انسان عند انسان وديعه الى اجل معلوم,ثم جاء ذالك الرجل وطلب امانته, فهل له ان ياخذ ام يمنع منها؟
فقال لها: لا يجوز منعه من اخذ وديعته.
فقالت له: فاذن اخبرك ان الله تعالى قد اخذ وديعته التي اودعنا اياها.
واخبرته بالقصة, فلم يجزع, وحمد الله, وطلباه ةمن فضله العوض. ولم يظهر لمن حضر شيئا من الحزن والكدر, الى ان انقضى ذلك اليوم بالفرح والسرور, ثم غسلا ميتهما ودفناه!!
فما مضت الا ايام قلائل حتى حملت امراته. فلما آن وقت وضعها, القت شيئا كالكيس! فشق وخرج منه اربعون ولد بقدر الشبر!! فلما وقعو على الارض انتشوا قليلا في يومهم ذلك الى ان صاروا على قياس الطفل المولود بعون الملك المعبود!!
فاخذتهم المراضع ورارضعتهم, فطلعو اربعين رجلا كلهم فضلاء وادباء!!
وهذه القصة ليس فيها لبس ولا شك, وهي ببلاد اليمن مشهورة, ولهذا كني ابوهم بابو الرجال.
كتاب: نزهة الجلي
*t *7 *7 *7