سَئمـْــتُ زمانــًـا تنتحيني صُروفـُهُ =وُثوبَ الأفاعي أو دبيبَ العقاربِ
مقام الفتى عجز على ما يضيمـه =وذل الجريء القلب إحدى العجـائبِ
سأركبهـــا بـَـــزْلاءَ إمـا لمـادح =يعـدد أفعالـي، وإمـا لنادبِ
إذا قــلَّ عـزمُ المــرءِ قـل انتصارُهُ =وأقـلع عنـه الضَّيـمُ دامي المخالبِ
وضاقت إلى ما يشتهي طُرقُ نفسه =ونــالَ قليـلا مــع كثير المعـايبِ
وما بلغ المرمى البعيد سوى امرئ =يـروح ويغـدو عرضــة للجــواذبِ
وما جر ذلا مثـل نفـس جـزوعـة =ولا عـاقَ عزمًا مثل خوف العواقبِ
ألا ليت شعري هل تسالمُني النوى =وتخبـُـو همومي من قِراع المصائبِ
إلى كم أذودُ العيـن أن يستفـزَّهـا= وَمِيضُ الأمـاني، والظنون الكواذبِ
حُسدتُ على أني قنعتُ فكيف بي =إذا مـا رمى عـزمي مجالَ الكواكبِ
وما عِفـَّـة الإنسـانِ إلا غبـاوةُ =إذا لم يكافحْ داءَ وَجْـدٍ مغـالِـبِ!