هل أنا غيمة أم مدى ؟
أنت ريح تفكّر أن تستقر .
أي سقف سيؤوي جنوني إذن ؟
الرّدى .
" ...ولن تفقه الماء
ما لم تعاشر كتاب الظما "
هكذا قال صمت العجوز
وأشرق رغم العمى .
الظهيرة تفتح شُبّاكها للنوارس والغرباء
إنما الموج تقطيبة في جبين البَحَرْ
فاكتشف سِرّها
قبل أن تنكسر
فوق شَطّ المساء .
تجعّد وجه البَحََرْ
وأنتِ كما أنتِ لم تكبري
يجيء حديثكِ كالطُرَفِ اللاذعات ،
وكالسّكّرِ
وتحبين كل البَشَرْ .
إذهبي في شفتي نايًا وفي
جبهتي ريحًا وفي صمتي صهيلاً
وازرعي هَمّكِ في قلبي رؤىً
وشُمُوسًا وطيورًا ونخيلا
وهناك انعتقي من زَبَدٍ
خنق النّوْرسَ واغتال الأصيلا
أنت أحلى من الخرائط والموج يُغَنّيكِ شاعرًا وطُلُولا
ويوشي صدر الزمان بمحّارةِ وَجْدٍ تبكي ( الدّمَ المَطْلولا* )
لؤلؤ العمق أدمعٌ لجدودٍ
زرعوها .. متى تَرفُّ نصولا .
* الدم المطلول دم طَرَفَة .