ذات يوم وأثناء سيري في طريقي أحسست بوحدتي ، وأدركت بضرورة وجود من يكون قربي ، وأيقنت سهولة ذلك ، ومع مرور الوقت وجدت نفسي تتوق شوقا له ، ولم أشعر إلا وأمامي ذلك القلب الكبير ، الذي سيقدم لي ما أريد ، وسأعطيه حياتي ثمنا لحبه ،فارتميت بين ضلوعه ، وأخذت نفسي ودموعي وآهاتي تأتي بما لديها ، وبدأت أتذوق قربه مني ، وأتلمس دفئا غريبا ، وحشرجة داخل صدره ، وما إن رفعت وجهي إليه حتى وجدت أنني في أحضان عفريت ، وأن لهفتي بحبيبي جعلتني أراه حبيبي ، تماما كمن يتلهف الماء ويخدع بالسراب .