[c]
(1)
دخلتُ المقهى...
اقترب النادل...
قدم قدح القهوة...
سألني عنكِ...
تبسمت...
وما تكلمت...!!
تلفتُ حولي...
المقعد الشاغر ...
صوتكِ الغائب...
كل شيء هنا يجاهر بغيابكِ ...
اعتدلتُ في جلستي ...
ورغم مراسم الحزن التي ترثِيكِ ..
كذبت كل ما حولي...
مددتُ يدي...
بحثتُ عن عينيكِ
رشفت رشفة...
تكلمت معكِ ...
لم تجيبي...
سمعتُ صدى صوتكِ في نفسي...!!
شعرتُ بالبرد...
بالخوف...
بالذعر...
عرفت حينها
أني هنا في هذا المكان وحدي....
وأنكِ أتيتِ على غفلة....
لممتِ بقايا كلماتي
ورحلتِ مغادرة إلى حيثُ لا أدري...!!
(2)
علاقتي معكِ رغم بساطتها...
ورغم ولادتها المتعسرة....
في ظروفٍ عتمه...
شديدة السواد ...
إلا أن وجودكِ في المقدمة...
في أعلى الصفحة...
بين أوراقي...
في أعماق مشاعري...
في جوف نهاري...
داخل قلبي...
يجعلني أعي الفرق ..
ما بيني وبين الحجر ...!!
(3)
رائحتك سيدتي تنبعث من بين الورق...
في كل مرة أعانق فيها كلماتي..
أشعر بحنيني إليكِ يدفعني...
أغلق دفتري..
هارباً ...
أتسائل إلى أين...!!
أفتح الباب ..
يسبقني حنيني ..
شوقي...
إليكِ ...
ألقاكِ عند تلك الشجرة...
أهرول سعيداً ...
أكاد أقولها...
سيدتي إنـ....
يتقهقر الكلام ..
تفر الحروف من بين شفتي...
أتراجع في صمت...
وأعود لملاقاة طيفكِ في حلمي..
حتى الكلمات خجلت.....وظلت حبيسة بين أضلعي...!!
(4)
في كل يوم أحبكِ أكثر..
في كل لحظة تقتربين مني أعشقكِ أكثر...
لا تخشي شيئاً ...
اقتربي أكثر...
واصلي غزوك...
أندفعي بجيوشك....
اخترقيني...
حطمي مدينتي....
أسيلي دمائي...
عنيفةٌ في حبكِ ...
أدري...
ولن أمنعك من السكنى داخلي...
كل ما سأفعله سيدتي..
وحين تواجهيني بقرار الحب المصيري...
سأنكر هواكِ الذي يستعمر فؤادي...
وأكذب عشقي المجنون بكِ...!!
(5)
تقتربين وأبتعد...
تنادينن أتجاهل النداء...
تهمسين بدفء...
تدخلين مدينتي...
تنسابين فوق أوراقي...
تمسكين بأشواقي...
أرتدي معطفي الجلدي...
أخفي رأسي ...
أهرول بعيداً داخل نفسي ..
أغوص في أعماق الليل علِ أجد في الظلام منفىً ينقذني...
إنها محاولة مستميتة لإغتيال إمرأة تنمو بداخلي كلما هطل المطر ..
ولازلت المحاولات مستمرة.....
وستبقى...!!
(6)
في لحظة ...
نسينا أننا أصدقاء.....
تجاهلنا كل شيء...
وما درينا أين مواثيقنا التي حفظناها...
ونقشناها على جدار القلب...
بحثنا عن حروفنا...
وجدناها شاحبة هزيلة...محترقة.
في لحظة صدق....
بل في أقصى لحظات الجنون...
درينا....
عرفنا الحقيقة..
أيقنا أننا ذات فجر...
استقلينا عربة حلمٍ طائشة....
وسرنا بها إلى حيث المجهول..
أمسكنا بفتيل قنبلة موقوتة دفناها في أعماقنا...
وانتظرنا...
دوى الإنفجار...
حاولنا حينها أن نبتعد...
أن نرحل...
أن نسافر بعيداً تاركين المدينة...
فارين من أنفسنا...
لكن...
بلا فائدة...
فقد أنتشر الحب ...
ولوث سماءنا وأرضنا ودماءنا...!!
[shdw]ديوان الحب....[/shdw][/c]