العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 19-05-2004, 12:42 PM   رقم المشاركة : 1
الحلم الازرق
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية الحلم الازرق
 







الحلم الازرق غير متصل

هُويَّاتٌ متحفِّزةٌ




هُويَّاتٌ متحفِّزةٌ



صحراءُ تتورَّم في الخارطة.

مدنٌ تبحث في جيوب الغيبِ..

عن مفاتيحِ القرن.

شوارعُ تضيق بدخان سجائرك.

شرفاتٌ موارَبة..

تهذي برذاذ الغسيل.

على الرصيف تنحني..

لتعبرَ أسفل اللحم المُعلَّق.

تَمُرُّ مع امرأةٍ

يمنحها السائقُ الطريقَ..

مقابلَ ضوء ساقيها.

مُلصقاتٌ على الجدران.

عمالٌ على هامش الرزق..

يستنزفون فحمَ الأراجيل.

أحذيةٌ إيطالية..

لا تُجيد لغةَ شوارعنا.

عشاقٌ يتظاهرون بالقرابة ،

وقُبَلٌ مؤجَّلةٌ إلى القرن القادم.

أولادٌ يدفعون إلى الحلم..

عرباتِ التبغ ،

وبناتٌ فرِحاتٌ بالنهود الصغيرة.

هواتفُ ساخنةٌ حتى الصباحِ..

في انتظار حَلِّ أزمة السكن.

مآذنُ..

تَعِدُ الصابرين بقيامةٍ هادئة ،

وفقراءُ يُؤدلِجون الفشلَ ،

ويكتفون بمدح الفحولة.

هُويَّاتٌ متحفِّزةٌ في الجيوب

وأنتَ..

في آخر المقهى

تلعن (سنسفيلَ) الدولةِ

لأن الشاي بلا رغوة.

فتاتُكَ المستحيلةُ..

تهدر جسدها في حجرات القياس ،

والخمرةُ المغشوشة..

لا تكفي لغيابك..

ما إن يراك الآخرونَ

حتى يتجرَّعوا قامتَك ،

ويترنَّحوا...

عرباتٌ فارهةٌ..

تسرق الفتياتِ من شَرَكِ القصائد.

-رغم الكلماتِ المنتقياتِ بعناية

والأقلامِ المُرتَّبةِ في جيب القميص

ونقدِك الموضوعي للشعراء الكبار-

تُخبرُك الصديقةُ الجديدةُ :

أنَّ كُرسياً وثيراً

أفضلُ من قصيدةٍ غامضة

وتخسرُ لأنكَ هكذا ،

ولأن الحوانيتَ نصفَ المفتوحةِ..

تُحاذرُ القِبْلِيَّ واللصوص.

في جيبكَ قائمةُ مشتريات

في رأسكَ قائمةُ ممنوعات ،

وفي يدكَ ساعةٌ مُعطَّلةٌ ،

وخاتمٌ يَرُدُّ عنكَ المُعجَبات.

تَذَكَّرْ..

وصولُكَ إلى الوظيفةِ باكراً

لا يعني أنك صحوت

والأطفالُ النائمون طولَ النهارِ

سيُصادِرِون لذَّتَكَ..

في الليلةِ القادمة.

زوجتُكَ الغَيورةُ..

تُنظِّفُ ملابسَكَ من قَطران الشواطئ

وعينيكَ من صُوَرِ المذيعات.

تَذَكَّرْ..

ما يُضيء غرفتَكَ

ليس بالضرورةِ..

على ضوء امرأتكَ النائمةِ باكراً

تقضي ليلَكَ في انتظار قصيدة

وعلى سُلَّم المحكمةِ

تقضي نهارَكَ في انتظار مُطلَّقةٍ طازَجة

فيُصيبكَ الرعبُ ،

وأنتَ تُكابدُ المشهدَ

وأنتَ تَشُمُّ في العيونِ..

حريقَ الغابة

وأنتَ تبحثُ في المدينةِ

عن مقعدٍ لعاشقَينِ

وأنتَ تُطالعُ رسومَ صديقِكَ الساخرةَ

يُصيبُك مَزيدٌ من الرعبِ

حين تعود إلى البيتِ

دون أن تشطبَ القائمة :

عليكَ أن تنزفَ كثيراً..

ليَخِفَّ نومُك.

عليك بتجهُّمٍ رصينٍ

فالضَّحِكُ يُميت القلب

عليكَ أن تخترعَ اسمَك الحركيَّ

لكلِ عشيقةٍ جديدة

عليك أن تخمدَ ضوءَ النافذةِ

وتزرعَ في بابكَ عيناً سحرية

عليكَ أن تغرسَ سكِّينَكَ

في جسد المرأةِ

لتختبرَ حلاوتَها

عليكَ ما عليك

قبل أن تُقابلَ ـ وجهاً لوجهٍ ـ

وجهَكَ النحيل

جُرحٌ بحجم المِرْآة

وطنٌ شاسعٌ

لا مكانَ فيه لتأدية الحُب

نافذةٌ..

في آخر الممرِّ

تتسقَّطُ وَقْعَ الأحذيةِ المُدبلَجة

وصحراءُ

تتورَّم

في القلبِ

...

...

والخارطة



الحلم الازرق







التوقيع :
إني مرفوعٌ اليك بالضم
فلا تدعي زمن العلة يكسرني

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية