قلْ للنـّوى قـَرِّبْ حَبيــباً صرْتُ بعدَه كالمواتْ
ملكَ الفؤادَ بلحظِهِ وعيونـُه كالمُعصِراتْ
فأنا الأسيرُ بحبّهِ أرْجو لقلبي مُعتقاتْ
أنا عن غرامه لا أتوبْ مهما كـَثـُرْنَ الفاتناتْ
اطو ِ الفـَلا نحو الحبيب.. طياً، رجاءً، طائراتْ
فالبعدُ أشْعلَ نارَ قلــبٍ أرهَقتـْهُ الذكرياتْ
فأنا المُتـَيـَّمُ في هواهْ من دونه أرجو المماتْ
إني لوصلِه أرتجي فوصالُه ماءُ الحياةْ
جُدْ يا زمانُ بوصلِه إنّ الحياةَ لَفِي فواتْ
أرجو اللقا بَعد البعادِ، كأنّ ما قدْ فاتَ آتْ
إنّ الزمانَ بعينِ مَنْ يَهوى وفيرُ الذكريات
يأتي الحبيب كنسمةٍ لحناً يَزِينُ الأغنياتْ
يمشي بَرَحْبٍ حيث ما يمشي قطوف دانياتْ
شهدٌ بِفِيهِ وعنبرٌ وعُطورُ قَدّهِ فائحاتْ
ذا علقمُ الأيامِ لمْ يُذهبْ صفاء الأمنياتْ
فتمَنَّ يا قلبي ودعْ آماق عيني دامعاتْ
إني بِسُوحِ العِشقِ أنْــزِفُ إذْ يُـقَرّعُني البغاةْ
والدهرُ يرمي مُخلِصَ الأحبابِ مِنْ كلِّ الجهاتْ
إنَّ الدماءَ تزيدني عزماً لِـنَيْلِ المكرماتْ
كلا وربِّـك لن أكلَّ لِمَا تُكِنُّ الحادثاتْ
إني على عَهدي القديـمِ فلم تـُبَدّلْـني الحياةْ