في ضلمة الليل وحدي في تلك القفار بعيداً عن تلك الكتل الاسمنتية الكئيبة ،هناك حيث الهدوء والهواء النقي وفي نهاية الشهر الهجري حيث لاوجود للقمر ولا يوجد سوى النجوم اللامعة التي تضيىء السماء هناك وانا وحيداً استعيد تلك الذكريات المتناثرة تلك الذكريات التي بنيتها في السنين الخوالي وكأنها دارنا القديمة التي كانت النخيل تحيط بها من كل جانب بنيت تلك الذكريات كما بنى البناؤون تلك الدار لبنة..لبنة..إنني اغوص في تلك الذكريات القديمة واتأمل ....حيث يحلو لي التأمل ...أتأمل في الواقع الذي نعيشه ...نعم في واقعنا المعاصر بكل ما فيه من مرارة وحلاوة أتامل أولئك الاشخاص الذي اصبح الزيف شعاراً لهم أتأمل تلك الاقنعة التي يرتديها البعض ليدارو شخصياتهم الحقيقية
أتأمل في تلك الطريقة التي لا أعلم كيف اصفها في تعاملنا مع بعضنا البعض وكأننا في مسلسل تلفزيوني له بداية وليس له نهاية ..
اشعر بالمرارة وانا اتامل و اتذكر مطلع قصيدة ذلك الشاعر المجهول الذي يقول فيها :
سماء بلا قمر
صحراء قاحلة بلا شجر..
تشتاق للمطر..
تشتاق للورود و الشجر.
أه...لو كانت من البشر
لوجدت الورود..
لوجدت القمر..
لوجدت نهراً من حوله شجر.
ما اسهل التزييف عند البشر!
لكنها جماد ..
لاتعرف الخداع ..
وليس لها طباع البشر
انا الوحيد ..
انا الغريب..
انا من زمرة البشر.
نعم اتذكر هذه الكلمات في تلك القصيدة الطويلة واكاد ابكي وبالكاد استطيع ان اجد الكلمات ...وما اصعب أن يجد الانسان نفسه غير قادر على تكوين الجمل ...ما اصعب أن تهرب منه الكلمات ويرى نفسه وكأنه بين قبور سكانها اموات لايبادلونه الكلمات فيحدث نفسه بصوت مرتفع.
يشكوى لنفسه المراة والحرمان ويشكوى لها تلك الاقنعة المزيفة التي تحيط به يتذكر تلك الوقائع التي يراها في تلك المدن الاسمنتية حيث تغيب الحقائق ولايوجد غير الخداع والتزييف ...انني اشعر بالكآبة والحزن
ولكنني في نفس الوقت احاول نسيان ماحدث وكلي امل في ان يحدث التغيير واعود لتذكر ما جاء في نهاية ذلك الشاعر المجهول:
سيهطل المطر..
وتورق الاشجار..
وينبت الزهر
سيهطل المطر..
وتفرح الصحراء..
ويطرب القمر
سيفرح الصغار
ويهطل المطر
غداً..أو بعده أو بعد شهر.
سيهطل المطر..
نعيش على الامنيات..
نحن البشر..
تحــ نجــ فارس ــد ــياتي