لو كان يهواني لظل قريبا
أو كنتُ اهواهُ لمتّ نحيبا !
قد كنتُ أزعم أنني من دونه
سأعيشُ بين العالمين غريبا
وبأنّ قلبي لن يطيقَ فراقهُ
فيذوب من ولهٍ عليه وجيبا
حتى إذا انصرمتْ حبالُ وصالهِ
عني وأطفأ وجدَهُ المشبوبا
لم ينتبهْ قلبي لطول غيابه
أتراهُ لم يكُ في هواهُ سليبا ؟؟
ياقلبُ كيف لهوت عمّن كنت في
ميل له مثلا ً غدا مضروبا ؟
قال الفؤادُ : لغير محمد ٍ
من فيض حبي ما قسمتُ نصيبا !
فالله في القرآن سنّ ودادَه
فرضا على من يهتدي مكتوبا
وأنا من القوم الذي دعاهمُ
لولاء صفوتهِ فكنتُ مجيبا
والأذن إن سمعتْ فتسمع هديَه
تستاف من عبق الجنان الطيبا
والكفّ إن بطشتْ فدون لوائه
ليظل فوق بيوتنا منصوبا
لمـّـا تجلى للحياة كريمها
كفم ِ السحاب مجلجلا ً شـُـؤبُوبا
قمنا إلى الأقلام حين تمايلت
طربا , نشبّـبُ بالندى تشبيبا
فإذا النسيمُ سرى نقول : حنانهُ
أمسى يطوفُ على القلوب طبيبا
فافتح لنا باب اليقين وثبّت الأقدامَ
واعدلْ واقعـــــًـا مقلوبــــا
وأَفضْ علينا بَـرْدَ صبرك آنَ أنْ
يحيا المُـقرّ بفضلكمْ أيــُّـوبا
العرض الشجري
