إن حب الآباء لأبنائهم غريزة فطرية أودعها الخالق سبحانه في النفوس؛ فهم سبب وجودهم في الحياة، وهذا الحب هو حياة القلوب وسعادتها لكلا الطرفين.
لكن هذا الحب لا ينبغي تعليقه على شرط، ولا أن يكون مثلا مكافأة على إنجاز أمر معين!
فالحب الحقيقي ليس حب إنجازات الطفل، إنما هو حب الطفل نفسه مهما كانت حاله أو نجاحه أو فشله، فالحب هو الطريق الصحيح لإرساء قواعد التربية السليمة، ولهذا فإنه ينبغي علينا أن لا نساوم الأبناء في هذا الحب، فيشعر الطفل أنه إذا أساء يمكن أن يخسر حب والديه؛ لأنه لا يمكن أن يعمل وينجح وهو يشعر بخوف تجاه أعظم الحاجات لديه، وهي المحبة.
ويخطئ كثير من الآباء والأمهات حينما يقولون لأبنائهم إذا أخطؤوا: "أنا لا أحبك"! أو إن فعلت كذا فسوف أحبك، فهناك طرق أكثر فاعلية، وأقل تدميراً يمكن تحفيز الطفل من خلالها لإحسان التصرف. وعلينا أن نُشعر الطفل أن حبنا له هو حب مطلق رغم إبدائنا للاستياء من بعض التصرفات غير اللائقة.
وقد يصعب على بعض المربين أن يجمعوا بين الشدة والتعبير عن الحب، إلا أنه لابد منهما، وعلينا أن نشرح ذلك لأطفالنا كأن نقول:
" إنني غير راض عما بدر منك، وهذا ليس سلوكاً مقبولاً، وسوف أعاقبك عليه، لكنه لن يؤثر على حبي لك؛ لأنني أعلم أنك قادر على الإقلاع عنه وسوف تفعل ذلك".
وقد يتساءل البعض: كيف نعبر عن حبنا لأطفالنا بطريقة يفهمونها؟
والجواب: إن هناك سبيلين لتحقيق ذلك:
1- الكلمات.
2- الحب الحسي.
فعلينا أن نواظب على إطلاق الكلمات التي يفهمونها وتصل إليهم في أغلب الأحوال، كما نحتاج إلى التعبير عن حقنا من خلال اللمس، فاحتضان الطفل وضمه وتقبيله ورفعه إلى أعلى، تعبير واضح وضوح الشمس عن الحب الكامن الذي يستند إليه الأطفال في شتى انفعالاتهم اليومية. وعندما يكبر الأطفال قليلاً نحتاج إلى مرحلة أعلى، وهي إقناعهم وإفهامهم أن حبنا لهم هو سبب عقابنا وحرصنا عليهم، وهذا أمر يستند إلى الأول ولن يكون أمراً بالغاً في التعقيد إذا كان أساسه قوياً.