العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-03-2005, 10:55 AM   رقم المشاركة : 1
روووز
( مشرفة عالم الأسرة والطفل )
 
الصورة الرمزية روووز
هل في الزواج مكان للصداقة؟؟

العلاقة الزوجية أساس متين من أسس الحياة أرسى قواعدها الإسلام العظيم، فقد جعل "المودة والرحمة" عنوانا لتلك العلاقة التي تميزت عن غيرها من العلاقات التي قد تنشأ بين أي طرفين..



ولكن السؤال الذي أردنا أثارته هو: إلى أي مدى يمكن أن يعتبر كل من الزوجين زوجه صديقا له..؟

حول هذه القضية كان لنا في موقع "آسية" هذا التحقيق..

تقوى الله وطاعته هما الأساس

"نادر شبلاق" (48عاما) قال إن الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، فالزوجة سكن لزوجها والزوج سكن لزوجته، فإذا ما اعتبر كلٌ من الزوجين الآخر شريك حياته في حلوها ومرها فإن العلاقة الزوجية تتطور إلى أرقى مستوياتها وتذوب معها كل الخلافات التي قد تعكر صفو الحياة.

ويضيف شبلاق " إذا بنى الزوجان حياتهما على تقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ وطاعته، فإن الصداقة والشراكة ستكون عنوان حياتهما، الأمر الذي سيمنحهما السعادة والطمأنينة، لذلك أدعو الأزواج إلى تطبيق هذا الأساس العظيم؛ لأنه ركن مهم في صداقة أي اثنين، وخاصة إذا كان هذان الصديقان هما الزوجين".

وأكد أن المصارحة بين الزوجين تعد بداية لصداقة وشراكة بين الأزواج، حيث إنها تقرب القلوب من بعضها، وأضاف أن البداية إذا كانت كذلك فإن الفوارق النفسية والفكرية بينهما ستزول، وترفرف عليهما السعادة والطمأنينة والراحة النفسية".

"اعتبار كلٌ من الزوجين زوجه صديقا له يعد عاملا رئيسيا من عوامل استمرار الحياة الزوجية، فهو يساعدهما على الاقتراب من بعضهما أكثر فأكثر، بحيث تزول كل الحواجز التي كانت بينهما في السابق".. بهذه الكلمات بدأ محمد الأستاذ (22 عاما) حديثه معنا، مضيفا "إنني أعد زوجتي صديقة لي وشريكة حياتي، لذلك أصارحها في كل ما يخصنا، وأسعى دائما لاستشارتها".

ليس في كل الأحوال

أما محمد (27 عاما) فقد خالف رأيه رأي سابقيه حيث عد أنه لا يمكن اعتبار الزوجة صديقا في كل الأحوال، ويبرر محمد الذي تزوج منذ عامين رأيه هذا فيقول "الكذب هو سر نجاح الزوجين؛ لأن النساء عندهن حساسية من تصديق الصدق، فطالما أن الزوج صادق فيجب أن يكذبوه، وحتى ينجح الزوج في حياته، وخاصة بعد مرور سنوات على الزواج فإنه يحتاج إلى "نفاق زوجي" أحيانا، فأحيانا يكون غير راغب في الجلوس مع زوجته فيضطر إلى أن يحدثها قليلا حتى تتركه وشأنه..!"

أم عبد الله (32 عاما) عدت أن اعتبار كل من الزوجين الآخر صديقه أمرا يُقزم العلاقة الزوجية، مشيرة إلى أن الصداقة لا تنطبق على العلاقة الزوجية، حيث إنها تعد أعم من هذا الوصف، إلا أنها استدركت قائلة "إذا اعتبرنا المصارحة والمشورة صداقة فقد يكونان أصدقاء، إلا أن العلاقة في المجمل لا يمكن حصرها في هذه الكلمة".

في الحياة العامة

أم أحمد (20 عاما) قالت لنا إنه من الممكن أن يكون الزوجان صديقين ، إلا أنها بينت أن ذلك ليس حالة عامة، حيث إن هناك أمورا لا يمكن أن يكون فيها الزوجان صديقين.

وبينت لنا ذلك بقولها "في الحياة العامة من الممكن أن يكونا صديقين من خلال نقاشهما للقضايا التي تهم المجتمع بشكل عام، أما في القضايا التي تتعلق بحياتهما الخاصة فإن الصداقة ستكون جزءا يسيرا من حياتهما".

أما زوجها أبو أحمد (26 عاما) فقال إن الزواج نعمة من الله ـ سبحانه وتعالى ـ وهذه النعمة تعتبر مثلا يحتذى به في العلاقة، فهي جامعة لكل الأوصاف الحسنة التي تجمع اثنين.

ويضيف أبو أحمد الذي أبدى إعجابه بهذا الموضوع أن الصداقة حب وإخلاص ومودة ورحمة، مؤكدا أن هذا ما يفتقده الكثير من الأزواج في هذه الحياة.

مكمل للآخر

الشيخ علي غراب (الداعية الإسلامي) قال إن المشاركة بين الزوجين يجب أن تكون من الناحية النفسية والإنسانية التي أمر بها الشارع الحكيم، حيث قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21)

فهذه الرحمة لا تتم إلا عبر تآلف الزوجين، بحيث يشعر كل منهما أنه مكمل للآخر، فلا يكون الزوج متسلطا على زوجته، ظانا أن له اليد الطولى في الإنفاق والقوامة، فالأمور لا تتم على هذا النحو، ولكن وفق منظومة إسلامية أمر بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله "رفقا بالقوارير".

وأضاف الداعية الإسلامي أن الإسلام اعتنى عناية فائقة بالعلاقة الزوجية، وغلفها بغلاف الرحمة والرأفة والمودة، مؤكدا أن الغرب الذي يتشدق بحرية المرأة ويزايد على الإسلام لم يصل إلى ما وصل إليه الإسلام في احترامه وتقديره لهذه العلاقة.

ويوضح أنه من خلال هذه العلاقة التي تربط الزوجين ببعضهما تنبع أهمية مشاركة كل منهما الآخر في تطلعاته وهمومه وهو الأمر الذي ربما لا يوجد بين اثنين آخرين، فالحب والرحمة والصداقة لابد أن تدفع كلا منهما لإفشاء أسراره للآخر، ليس من باب الفضيحة وإنما من باب النصيحة، حتى تبنى الأسرة على لبنة متينة، بحيث يعرف من خلالها مواطن الضعف فتقوى، ومواطن القوة فتصبح أشد قوة. شد أ



شراكة لا تنتج سلعا

أما "محمد السويركي" باحث فلسطيني ومهتم بشؤون التنمية البشرية فقال إن العلاقة الزوجية من الأمور التي حيرت الكثيرين، فهي وعلى الرغم من كونها في ظاهرها علاقة شراكة إلا أن طبيعتها مختلفة، فهي من ناحية علاقة بين طرفين، وفق شروط معينة تخص مصالح الطرفين يمثلها عقد الزواج، لكنها من الناحية الأخرى (وعلى العكس من الشراكات العادية) يمكن أن تختل، بل ويمكن أن تستمر في حالة الخلل دون احتجاج من الطرف الآخر (المرأة في الغالب الأعم) ذلك أن ما ينتج عن هذه الشراكة شيء مختلف عما تنتجه الشراكة العادية، فهي شراكة لا تنتج سلعا، أو تحقق أرباحا يمكن اقتسامها، بل تكون نتيجتها أسرة وأبناء لا يمكن اقتسامهم، أو إعطاؤهم لفريق دون الآخر، لأن البناء الأسري ساعتها سيختل من أساسه، موضحا أنه من هنا يجب رؤية الأمر من خلال نظرة صحيحة، وهي أن الزواج مؤسسة قائمة على الشراكة، لكنها شراكة مرنة من نوع خاص، ومرونة هذه الشراكة تنبع بشكل أساسي من الطبيعة اللطيفة للمرأة، ومن الحرص الذي ميزها الله به على دوام بنيان الأسرة.

وحول وصف العلاقة الزوجية بالصداقة أشار إلى أن كلمة "صداقة" هي كلمة جميلة، لكن العلاقة الزوجية يمكن أن تكون أجمل، فبينما نتعامل مع الأصدقاء على قاعدة الندية، فإن علاقة الرجل بالمرأة يجب أن تكون أكثر رقيا، بحيث يمكن للرجل أن يكون أكثر استيعابا لزوجته، وللمرأة أن تكون أكثر انحيازاً لزوجها دون أن ترى فيه خصما كما يحاول البعض أن يقنعنا، وقد وصف الله عز وجل الزوجية بأنها بنيان قائم على أساس من "المودة" و "الرحمة" {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}(الروم: 21) والمودة والرحمة هما أجمل وأرق وألطف المشاعر الإنسانية التي يمكن أن تقوم عليها أي شراكة، مضيفا أن علاقة الزوج بزوجته يمكن أن تقترب من شكل الصداقة إذا ما توفر بين الطرفين مجموعة من الأخلاق ومنها: الاحترام المتبادل، حصر الخلافات الزوجية في أضيق نطاق، الفخر بالطرف الآخر أمام الآخرين، حسن الإنصات للآخر، الشكر الدائم كلٌ للآخر على ما يقدمه من جهد، وهي أخلاق، إذا ما تم التعامل وفقها، تفرض على الزوجين احترام كل منهما للآخر، وهو الأساس الطبيعي لعلاقة زوجية سليمة.


مفاهيم مغلوطة

د حمدان الصوفي ـ أستاذ مساعد في قسم أصول التربية بالجامعة الإسلامية ـ قال: لو قلنا إن الزواج في الإسلام يعتبر صداقة وشراكة لكانت التسمية دقيقة جدا، والسبب في ذلك أنها تشبه الشراكة من ناحية المصالح المشتركة والضريبة المطلوبة من كل طرف، حيث يتصف الزواج بعدة أوصاف وهي أنه حقوق وواجبات، ورعاية ومسؤولية، فعلى كل من الزوجين أن يقدم الرعاية للحياة الزوجية، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها "، بالإضافة إلى أنه يتطلب تحمل الأذى والصبر عليه، فالصداقة لا يمكن أن تتم بدون صبر وتحمل، والله يقول "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "، كما أن الخطاب موجه للمرأة في قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"، موضحا أن النصوص القرآنية توضح هذا المعنى بشكل كبير، وذلك من خلال قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء:1)

فهذه الآية توضح أن هذه النفس مشتركة ـ وهي نفس آدم عليه السلام ـ وخلق الزوجين منها، مضيفا أن التسمية ذاتها "الزوجين" توضح مدى حقيقة الشراكة والصداقة الزوجية.

وحول طبيعة الرابطة بين الزوجين يقول د"الصوفي" إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ وضح هذه العلاقة من خلال العديد من الآيات منها قوله تعالى {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}(النساء: 21)، فطبيعة العلاقة قوية والإسلام أضفى عليها نوعا من القدسية والاحترام، مشيرا إلى أنه إذا كانت طبيعة الرابطة بهذه القوة فإن طبيعة العلاقة كذلك تتجاوز حد الصداقة، فإذا قلنا إنه صداقة، فإنه من خلال وجه من وجوهه صداقة، لكنه أعمق من الصداقة والشراكة، حيث إن الصداقة والشراكة والتكافل كل واحدة منها تعد وجها من وجوه العلاقة الزوجية، كما يتضح ذلك من قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21)

فطبيعة العلاقة الزوجية تشمل السكن والطمأنينة والمحبة والرحمة التي تظهر على الجوارح، كما يقول سبحانه وتعالى {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}(البقرة: من الآية187).

وأضاف أن الحديث عن الصداقة والشراكة لا يلغي شخصية أحد الزوجين، حيث إن هناك استقلالا كاملا لكل منهما، كما أن العلاقة بين الزوجين ليست قائمة على التنافس وتنازع الأدوار، مضيفا أن الزواج قائم على تكامل الأدوار والوظائف.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة حول العلاقة الزوجية، مثل الخلط بين الاستبداد والتحكم والقوامة، حيث يحرم الزوجة من إبداء الرأي والتصرف بحجة أن له القوامة، وبين المشاورة والرضوخ، حيث إن البعض يعتقد أن من يشاور زوجته يعتبر محكوما لزوجته أو راضخا لها، ومن المفاهيم المغلوطة العنف والرجولة، حيث يعتبر بعض الأزواج أن الرجل هو العنيف مع زوجته وأبنائه.

وهكذا.. وبعد هذا العرض نستنتج أن العلاقة الزوجية علاقة تتجاوز الصداقة، فهي تماما كما وصفها الحق ـ تبارك وتعالى ـ، إلا أن المودة والرحمة لن تتأتى إذا لم تُبنَ هذه الشراكة على الحب والصداقة بكل ما تحمله هذه المفاهيم من معنى.







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية