من العوامل التى تؤدي إلى فقد الحديد من الجسم، الفقدان الزائد للدم الناتج عن النزف في أثناء الحيض، أو بسبب تكرار الحمل او امراض الرحم، وكذلك النزف الذي يتعرض له مرضى القناة الهضمية، وفى حالة الإصابة ببعض الطفيليات مثل الإنكلستوما، حيث يتناسب فقد الدماء في هذه الحالة مع كثافة الإصابة بالديدان، كما يوجد بعض الأمراض النادرة التي تتسبب في فقد الحديد مثل انحلال الدم داخل الأوعية الدموية.
أما الأسباب التغذوية لذلك، فيجملها د. نصير نهاد شاكر استشاري التغذية العلاجية بمستشفى التأمينات بالرياض، في انخفاض معدل امتصاص الحديد في الأمعاء. وقد تظهر في صورة إسهال المناطق الحارة أو في المرضى الذين أجروا عمليات بالمعدة.
ويوضح أن السبب الرئيس لقلة الحديد في الغذاء يكمن في قلة تناوله، أو فى اختيار الأغذية غير المناسبة، فالوجبات التي لا تحتوي على اللحم أو على قليل من فيتامين " C "، تكون فقيرة بالحديد بجانب الفقد الزائد له. كما أن سوء امتصاص الحديد في الوجبة يعد سبباً مهماً من أسباب الإصابة.
ويؤثر تكوين الوجبة الغذائية ككل على امتصاص الحديد، حيث يكون امتصاصه بسيطاً في الوجبات التي تحتوي على النخالة الكاملة والبقول، والفيتامينات، والكالسيوم والفوسفور، والشاي، وفي كثير من الخضراوات.
وفي حالة وجود كمية قليلة نسبياً من اللحم والأغذية المحتوية على فيتامين " C "، فإنها تزيد من امتصاص الحديد النباتي وذلك بزيادة وبشكل عام، فإن استهلاك وجبات تحتوي على محفزات الامتصاص للحديد مثل اللحم والخضراوات والفواكه الغنية بحامض الأسكوربك (فيتامين C) وتجنب مثبطات الامتصاص مثل الشاي، كل ذلك يساعد على زيادة الامتصاص للحديد النباتي. وفي حالة الإصابة بفقر الدم وعدم حصول المريض على العلاج المناسب واستمرار حالة التوازن السالب، فإن المريض- حسب ما يوضح د. شاكر- يمر بالتتابع بالمراحل التالية:
استنزاف مخزون الحديد الموجود في الجسم.
نقص الحديد المتاح لتكوين كرات الدم الحمراء. أنيميا نقص حديد مبكرة.
أنيميا نقص حديد متقدمه.
ولذلك، فليس من الحكمة في حالة الإصابة بالأنيميا المرتبطة بنقص الحديد الانتظار طويلا، أو الاكتفاء بمعالجتها عن طريق الوجبات الغذائية فقط، حيث أثبتت التجارب أن العلاج عن طريق الفم أكثر فاعلية خصوصاً عند أستخدام املاح الحديد ثنائية التكافؤ بجرعة 200 ملغ 3 مرات يومياً. وقد أثبتت التجارب العلمية والأبحاث ان تناول وجبة غذائية واحدة فقط يومياً يؤدي إلى سوء التغذية ونقص الوزنٍ، مع هبوط في السكر والضغط، فضلا عن فقر دم على المدى البعيد، خصوصاً إذا كانت الوجبة غير متوازنة، أو كان الشخص يبذل جهد بدنيا أو ذهنياً كبيراً. لذلك فمن الضروري تناول ثلاث وجبات يومياً، حيث إن لكل وجبة أهميتها، كالتالي:
وجبة الإفطار: مهمة من الناحية الغذائية، فهي تأتي بعد مدة طويلة من عدم تناول الطعام بسبب النوم، وبالتالي فإن تناول إفطار جيد ومتوازن يساعد على زيادة النشاط والعمل، حيث يساهم الإفطار بتزويد الجسم بربع حاجته تقريباً من الأغذية اليومية. وقد تؤثر مكونات الإفطار على مستوى السكر في الدم، فالإفطار الغني بالبروتين، الذي يتضمن البيض والحليب واللحوم والبقول، يساعد على بقاء مستوى السكر في الدم عاليا لفترة أربع ساعات تقريباً. أما إذا كان الإفطار يعتمد على مواد نشوية مثل الخبز والحبوب فقط، فإن مستوى السكر في الدم يقل بمرور الوقت، ما يعرض الشخص للهبوط والخمول وقلة التركيز خصوصاً لطلاب المدارس.
وجبة الغذاء: تزود الجسم عادة بما لا يقل عن نصف المطلوب من حاجته، وعندما يكون الغداء فقيراً في عناصره فإنه قد يحرك الاحتياجات الضرورية للجسم. ويفضل تناول الأرز أو أي من المواد النشوية مع اللحم والدجاج أو السمك أو الاثنين معا للتقليل من تعرض الفيتامينات والأملاح المفقودة في الأرز بسبب إزالة القشرة منه، إلا أنها غنية بفيتامين B وبعض الأملاح كذلك يفعل الخبز. ومع تناول الخضراوات تتكامل الوجبة.
وجبة العشاء: من غير المستحب الإكثار من تناول الطعام في وجبة العشاء، ولكن يستحب أن تكون متنوعة بصورة أكثر من وجبتي الإفطار والغداء.
وهنالك ظاهرة اجتماعية تعد دخيلة على مجتمعاتنا العربية، تتمثل في تناول الوجبات خصوصاً العشاء خارج المنزل، والإكثار من الوجبات السريعة، وتأجير تناول العشاء إلى وقت متأخر ليلا، ما يزيد من احتمالات زيادة خزن الطاقة وبالتالي السمنة. نخلص من ذلك إلى ضرورة تقليل كمية الطعام في الوجبة الواحدة بصورة عامة، وزيادة عدد الوجبات لإعطاء فرصة أكبر للجسم لحرق الطاقة الموجودة في كل وجبة وعدم تراكمها وتخزينها في الجسم.
العرض الشجري
