التربية المبكرة للطفل خلال السنوات الأولى من عمره تترك بصماتها على شخصيته وسلوكياته في المستقبل، لذا فإن الاهتمام بالطفل المبدع أو الموهوب يحتاج رعاية خاصة في تلك الفترة الحرجة من عمره خاصة من الأسرة باعتبارها البيئة الطبيعية التي يمارس فيها الطفل حياته، إذ أن للأسرة دورا هاما في اكتشاف أبنائها الموهوبين والمبدعين والأخذ بأسباب النهوض بهم.
يقول الدكتور محمود أبو زيد أستاذ المناهج بتربية عين شمس لصحيفة "الأهرام" المصرية: إن على الأسرة في حال اكتشافها لموهبة الطفل أن تقدم له وسائل تنمية قدراته ومواهبه من مواد ولعب مرتبط بالذكاء مع ملاحظته بشكل منتظم، والإلمام بما لديه من استعدادات وإمكانيات وقدرات وتوفير الأدوات التي تثير لديه بحالات التفكير والنشاط الإبداعي مما يعينه على استغلال قدراته العقلية ومواهبه الإبداعية الكامنة، وإتاحة الفرصة له للتعرف على الأشياء الجديدة، وتشجيعه على القراءة والاطلاع وبوعي كامل وألا تعرضه موضع السخرية ولا تنتقص من شأنه أو أهمية مواهبه، وفي نفس الوقت يجب ألا نبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائدة له حتى لا يشعر بالغرور وإتاحة الفرصة له أيضا لممارسة حالته العادية مع غيره من الأطفال.
وحول دور المدرسة مع الطفل الموهوب يقول الباحث إنه يجب تصميم بطاقات مدرسية تعتمد على الملاحظات الموضوعية للمدرس ونتائج الاختبارات إضافة لحالته النفسية والاجتماعية ومستوى التحصيل الدراسي والحالة الصحية والأنشطة التي يمارسها.
مع توفير أخصائيين مدربين على النظر للنتائج وتحليلها واستخلاص المؤشرات اللازمة منها، وفي نفس الوقت يجب الاهتمام بالتركيز على التعليم الذاتي للطفل والنشاطات الإبداعية وتأكيد العلاقات الإنسانية بين العناصر العاملة بالمدرسة، وثقة المدرس في قدرات تلميذه، وتهيئة بيئة المدرسة لتنمية القدرات الإبداعية للطفل، ومنح الفرصة للطفل على مستوى الأسرة والمدرسة للتفكير الحر في مجالات مختلفة بدلا من الإصرار على توجيهه لجمع المعلومات وحفظها، مما يستدعي أن يتحلى المدرس بصفات إيجابية على مستويين هما المجال التدريسي والعلاقات الإنسانية على مستوى الأنشطة، كما يجب أن توفر المدرسة للمعلم والتلميذ معا الوسائل المعينة كالنماذج والعينات والخرائط والرسوم الإيضاحية والبيانية والعلوم والآداب، والرجوع للمراجع المتخصصة، وتعلم استخدام الكمبيوتر والإنترنت
العرض العادي
