:074: رماد الشمعة :074:
أتى آخر الليل ....
دلفت إلى غرفتى .. كانت غارقة في الظلام...
تحسست مكان مكتبي لإخرج من إحدى أدراجها الشمعة....
تعثرت بأشياء مبعثرة .. حتى أمسكت يداي بها ...
أشغلت عود الثقاب .. ومن ثم أشعلت الشمعة
فأضاءت .. استرخيت على مقعدي..
أخذت أحدق في مجهول .. حتى أغرورقت عيناي بالذكريات..
وسبحت في أطياف الأحبه
انتحبت مشاعري.. وتهت فيها..
عندها خالط بكائي صوتاً عميقاً قادماً من ذلك الأتجاه....
اتجهت بناظري نحو مصدر الصوت فإذا به صوت الشمعة....
بل صوت بكائها ونحيبها .......
لقد كان صامتاً كصمت احتراقها .. نظرت إليها
فإذا هي تتحول إلى دموع متجمدة.....
فقلت في نفسي : ليتنا مثلها .. نحرق لنضيء للآخرين..
نبكي ليضحك غيرنا.. نتألم ليسعد من نحب...
أطلت النظر إليها .. فإذا بنورها يخبو رويدأ رويداً
يا إلهي .. حتى وهي تحضر ما زال نورها
يضيء لنا الطريق لنسير بأمان...
ذكرتني بأبطال الحجارة والفدئيين ...
كما أسموهم ..
وهم المجاهدون في سبيل الله ...
يلقون بأجسادهم في طريق الطغاه .. ليعبر الآخرون إلى بر الأمان ...
آه .... كم أغبطهم على تلك الجرأة والقوة ..
كم أحسدهم على سمو أحلامهم ورفعة أمانيهم ...
وفجأه غرقت الغرفة في الظلام من جديد...
وأخذت أتعثر بلأشياء باحثاً عن فدائي .. مجاهد..
..آخر.. وأنا أنظر إلى رماد الشمعة المحترقة...
بقلم / أخوكم
ملك الراحة
hamtto_188@hotmail.com