بسم الله الرحمن الرحيم
أخي.....
لم أجد منفسًا لي إلا أن أمسك قلمي الواهي و اكتب لك ، فلا أحد هنا يستطيع فهمي إلاك ، مع أنك بعيد عني بعد الأرض عن السماء .
أخي .....
بعد ما د فنتك من سنين ، لم أجد لحـظة أنساك فيها ، ولا تحسب ذلك ضعفـًـا أو ندمـًـا إنما ........... لست أدري ما هي حالتي .....
سألتـُـــني .....
أهي كئابة ؟
قلت : لا ....
أهي يأس ؟
قلت : لا يأس مع الحياة ...
أهي .... أهي ..... ؟
قلت : لست أدري ....
لم يعد في قلبي شيء يتعلق في هذه الأرض ، ذلك إن وُجد قلـب ليُـسند إليه ذلك !!
أخي .....
حتى الأحلام أصبحت ممنوعة بل محرّمـة على أمثالي.....
إن وُجد أحد يُـماثـلني........
فـكلما اقتربت من شاطيء السعادة .... أرى الأمواج العاتية تقذفني بعيدًا عنها ...
السعادة ....
هي بالنسبة لي كلمة ... بل حرف ... بل قطرة حبر في قلم لا ينتهي ....
أخي .....
أجبرتـُــني على العيش في هذا الوضع ....
الوضع الذي لا أجد له عنوانًـــا في كتاب الأيّـــام ......
و الذي لا أجد له معادلة صحيحة في كتاب الأحلام .....
أخي.....
إني رجلٌ مذبوح على يد الأيّـــام ....
تلك هي الحقيقة ....
فأنا أعيش منتظرًا موتي لا أكثر.....
هذا ما يُـسمّـونه التشاؤم ...
و يلومني الناس عليه ....
فأردّ عليهم بقسوة ...
أعطوني شيئـا يُــخالف هذا ...
أعطوني ذرّة أتفائل بها ...
فيصمتوا....
صمت القبور بعد رحيل أهلها ....
حرّمت على نفسي لذة الحياة ....
الحياة مركب سائر إلى ما انتهاء .....
قوانينه غريبة عجيبة يسنّـها القدر على مزاجه ....
حاولت أن أفهم الحقيقة ....
لكنني حين وجدتها .....
أكلت الأيادي ندمًـــا على ذلك ....
فالحقيقة ُمرّة مهما كانت .....
الحقيقة هي ....
واقع لا يتنازل....
سعادة سرابيّـــة ....
و الحزن في كل مكان ...
أخي.....
إن ظلام الليل الدامس ....
أشدّ بياضًــا من قلبي ....
حتى أنّ الليل الدامس فيه نجوم بيضاء ...
أمّـــا قلبي.....
فنجومه انطفأت منذ بعيد الزمان .....
القادم أجمل....