في حوالي الساعة العاشرة مساءً بدأ المجلس يغص بالأقارب ..
جلسن يرتشفن فنجان الشاي ..
ثم نهضن بعدها سريعاً للعشاء ..
رفعت إحداهن صوتها على مائدة العشاء ..
- أرجوكن في بيتنا بعد الغد ..لا تتأخرن عن المجيء ..
رجعت أصوات النساء تختلط بالأحاديث التي لن تنتهي !
بعد الغد ..
استعدت صاحبة البيت للزائرات ..
عند الساعة السابعة لم يطرق بابها أحد ..
الثامنة كذلك ..
حتى التاسعة ..
عندما قاربت الساعة العاشرة رن جرس الباب ..
بدأت المدعوات بالوفود ..
اكتظ المجلس ..
بالخالات .. والبنات والأحفاد !
عندما تم العدد كانت الساعة الحادية عشر والنصف ..
ما هذا !!
تأخر الوقت ..
بسطت المائدة حينها ..
وتقدمت النساء للعشاء .. أكلن وشربن حتى شبعن ..
ثم نهضن ليغسلن أيديهن ويلبسن عباءتهن !!
- أكرمكم الله يا خاله .. مع السلامة ..
خلا المنزل من الحضور بسرعة فائقة ..
جلست صاحبة البيت تحلف بينها وبين نفسها أن لا تقيم اجتماعا في بيتها قط ..
وهكذا في كل بيت حصل ..
تقطعت الأواصر ..
قلت اللقاءات ..
كبر الأولاد ..
والأحفاد ..
لكن الوجوه تغيرت ..
الأبناء لا يعرفون أبناء خالتهم ..
ولا يذكرونهم ..
بسبب خنجر التكلف وحياة المادة البغيضة !