العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22-09-2002, 03:21 PM   رقم المشاركة : 1
][بطه][
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية ][بطه][
 





][بطه][ غير متصل

الجائزه الاولى

بسم الله الرحمن الرحيم

وقف الجميع بشكل صفوف مرصوصة وساد المكان بعض الضجيج وعمته بعض الفوضى وكثرة الأحاديث الجانبية المختلفة وأخذ البعض يتأفف من الانتظار وهنا تحدثت المسؤله وطلبت من الجميع الهدوء والإنصات وابتدأت حديثها بشيء من الحدة وقالت:
نحن اليوم نجتمع في هذا المكان وذلك من أجل تكريم الطالبات آلاتي حصلن على جائزة افضل قصه لهذا العام ، وقد اشترط في هذه القصة أن تنتهي بنهاية وضعناها لها وهي ( وعاد الفجر للبزوغ من جديد ليظهر صباحاً أخر وتطل الشمس بنهار جديد مشرق )
و الآن سنقدم لكم الطالبة الحائزة على الجائزة الأولى لتبداء وتباشر بقرأة قصتها ، ونتمنى من الجميع الهدوء التام والإنصات.
فتقدمت أمام الميكرفون فتاة هزيله وهادئة وهي مطأطئة الرأس ، وفي هذه الأثناء شعرة الفتاة بأن أمعائها قد تقلصت ويدها ابتدأت بالتعرق واصبح الورق الذي بيدها رطباً ، وفي ركن من زوايا فمها ابتسامه ساخرة لاعتقاد الجميع بأن القصة التي كتبتها هي من نسيج الخيال 0 فلم يشعر أحد قط أنها كانت تكتب قصتها ، ولم يشك أحد من قبل أن ما تكتبه هو حقيقة واقعية مرت بها وليس وهماً خيالياً ، فشعرت الفتاة بتلك الإرتجافه التي أحست بها حينما قالت لها المعلمة أنها ستقرأ القصة التي كتبتها أمام هيئة التدريس والطالبات 0 فقالت في نفسها أن كتابة القصة شيء وان تقراها أمام الملاء أمر أخر 0 وهنا عادة إلى واقعها حينما سمعت ببعض الهمس والمز ، ونظرت في عين مدرستها فوجدتها تحثها على أن تباشر في قرأت القصة ، فشعرت أنها لم تعد تثق كثيرا بنفسها ، فشدة على أوراقها وشعرة أن الحروف تتحرك من أمامها 0 وهنا طلبت منها المسؤله أن تبداء بقرات القصة وعلى شفتيها ابتسامة تشجيع 0 فبدأت الفتاة بقرأت القصة بصوت منخفض وهادئ فقالت:
نظر إلى بعينين صغيرتين دامعتين وفي جعبته سؤال يكاد تتحدث به نظراته وبشي من الهمس والحشرجة سألني هل ماتت ؟ فضاقت الدنيا بي كخرم الإبرة وتبلورت أمامي ككرة صغيره فلم أتستطيع أن أجيبه فكانت دموعي وتنهداتي أبلغ من أتحدث فكان نحيبي وصراخي الصامت من الألم هما من يجيبان ، وهنا رفعت رأسها وبباطن كفها مسحت تلك الدموع التي تنهمر بقوه وقالت بيأس متى سننتهي من الألم متى ستأتي نهاية الأسى ، وبألم وحسره خرجت منها آه طويلة ، آه جعلت كل تلك الدموع المجلدة بمقلتيها تنفجر ، كل ذلك الإرهاق والتعب الذين شعرت بهما مؤخراً ينفجر 0 وشدة بقوه على أخيها الصغير تضمه وتقبله من بين عبراتها وتقول له ، نعم لقد ماتت وارتاحت من عذاب هذه الحياة من الظلم الموجود فيها ، فاجتمعت آلمهما في حضن واحد وامتزجت دموعهما بوعاء واحد فكان يشد على عنقها وهي تضمه إلى صدرها وتقول له أنت كل ما تبقى لي في هذه الدنيا أنت عائلتي ملاذي ومأواي ثروتي وكنزي أعدك أن أحميك ، أعدك أن لا اجعل أحدا يؤذيك مهما كان 0 فتحدث أخيها مجددا من بين عبراته أليست شقيقتنا ترقد بهدوء وأمان الآن فقد تخلصت من ذلك الألم الذي كان يعتريها ؟ فطاف بمخيلتها شريط الذكريات المؤلم 0 ذلك الشريط الذي لن تستطيع نسيانه مهما حاولت ، نعم فقد كانت شقيقتها الوسطى مرحه لا تكترث إلى الهموم التي كانت تحيط بهم ولكن ذلك المرض لا بل زوج أمها الظالم 0 لن تنسى ظلمه لهم مهما مرت السنون 0 فقد كانوا يعيشون هي و شقيقيها معه وذلك بعد موت والدتهم والآن بعد أن كان السبب بموت أختها لن تغفر له ، فعندما أصيبت أختها بالحمى نتيجة برد ألم بها 0 كانت تسهر على راحت أختها تساعدها على خفض درجة حرارتها حتى في ذلك اليوم الذي وجدت فيه أختها متشنجة بين يديها 0 في ذلك اليوم خافت كثيرا بل وكانت مرعوبة لا تعرف ماذا تفعل تركض في أنحاء المكان تستغيث دون مغيث ثم تعود إلى أختها فتبكي بقربها ، فقد كان من عادة زوج أمها أن يغلق الباب عليهم ليس ذلك فحسب بل أيضا كل تلك النوافذ والأبواب التي تخرج الضوء 0 فكانوا يعيشون في عتمه وهم في وسط النهار لا يعرف عن أمرهم أحد ولا يهتم بشؤونهم أي شخص 0 لم يكن مهماً بالنسبة لزوج أمهم أن يكون هنالك طعام أم لا ، لم يهمه قط أن ماتوا جوعا بل على العكس سوف يخفف ذلك عبء حملهم عليه 0
فيوم موت شقيقتها هي لن تنسى تلك اللحظات أبداً فقد كانت تضرب كل تلك الأبواب وكل تلك النوافذ المغلقة وتصرخ وتستغيث أنقذونا ، دون مغيث يسمعنا أنجدونا أرجوكم و لا يجيب أحدا ثم تعود لترى أن أختها ازداد تورد خديها من اثر الحمى ، ومن جديد تعود وتضرب كل الأبواب حتى تقرحت يديها ثم تعود للبكاء مجددا فلم تكن تعرف ماذا تفعل 0 فهي صغيره لم تمارس الحياة ، هي أيضا يتيمه لا يوجد من يعطف عليها ، هي أيضا تريد من يساعدها من يقول لها ماذا تفعل في هذا الموقف وهذا المكان 0
وبجنون وهسترية آخذة تضرب كل ما تصل إليه يداها وتصرخ بكل شيء بكل الزوايا الحقيرة التي شهدت دموعها وآلامها ، تضرب نفسها ثم تعود وتلوم نفسها على جنونها ومن ثم تصرخ مجددا بأمها وأنها لن تسامحها لأنها تركتها بيد شخص لا يرحم شخص لا عطف بقلبه وتعود للبكاء مجدداً فتحدث نفسها ماذا افعل الآن يا أمي إن شقيقتي تموت بين يدي الآن أمي أرجوكِ ساعديني ومن جديد تبكي بحسرة ولوعه مرة أخرى وترجوا الله أن يلهمها ويعينها 0 ومع صراخها وجنونها لم تنتبه إلى ذلك الصبي الذي وقف أمامها الآن وهو يبكي ويرتعد خوفا بعينين دامعة 0 فتمالكت نفسها قليلاً وأظهرت بعض الشجاعة وهي تقول لأخيها أن يساعده ليضع شقيقيها في ماء بارد ، وحين فعلا ذلك لم تعد تتحرك ولم تعد تهذي ، ولم تعد تفعل شيء سوى آن عينيها أصبحت شاخصتان 0 آه ألف آه فقد فات أوان التصرف ، فات أوان آن تساعد 0 لقد ماتت أختها الصغرى بين يديها الآن وفي حجرها ، فصارت تصرخ بأنين وتندب حظهم التعس فلا البكاء ولا العويل سيفعلان شيء الآن ، لماذا ألقت والدتها بتلك المسؤليه عليها لماذا ؟
ما اصعب آن يعيش المرء وحيداً ويتيماً في هذا الكون الواسع 0 فما كان منها إلا آن لفت شقيقتها بغطاء استلقت بجانبها تحتضنها وتبكي ، تنتحب الظروف التي وضعتها في مكان كهذا ، وبعد فتره طويلة سمعت صوت صرير الباب يُفتح ويطل عليها زوج أمها بابتسامته الباردة ووجهه الخالي من أي شفقة فنظر إليها بطرف عينيه وألقى نظره غير مبالية على الجثة التي بجوارها ورفع كتفيه وكأن الأمر لا يعنيه في شيء ثم أجرى بعض الاتصالات وذهب في سبات عميق 0
وهنا أصرت على نفسها بأن توقف ذلك السيل من الذكريات وأجابت على شقيقها بإيمائه صغيره تقول له نعم فقد ارتاحت وهي ترقد بسلام ونحن من سيعاني ويستعذب الآن 0هي لن تنسى تلك العلامات الزرقاء التي على جسدها حين تتمرد أو تقول لا ، نعم فقد كانت تلك العصي اللعينة تجعل من جسدها معالم للجمال فقد كانت تلك العلامات تشكل تخطيطا رائعا على جسدها بألوانه الزاهية ، أجل هي لن تنسى أصابع يديها التي تنمو بشكل خاطئ لأن زوج أمها خطر برأسه أن يفرقع أصابعها حينما كسرة كأساً فكان لا بد لها من أن يكسر أحد أصابع يدها هي الأخرى 0وهكذا تمضي أيامها دون ملل كل يوم يحدث حدث جديد وبطريقه مختلفة فقد كان زوج والدتها يصر على أن يجعل حياتهما ممتعه ومسليه دون ملل ، الأيام فيها لا تشبه بعضها البعض كل يوم يكون هنالك عقاب جديد وبشكل آخر 0
فكانت تجلس أمام مرآتها وتنظر مليا إلى نفسها في المرآة وتشفق على نفسها كعادتها فقد رأت في عينيها نظرات المحروم والمحموم
في ذات الوقت ، فراحت تعلل نفسها وتقول لها اصبري يا نفس وهوني عليك لابد وان نهاية الظلم ستأتي آجلا آو عاجلا تجلدي يا روح وتأكدي من آن الليل يأتي بعده الفجر وبعد النهاية بداية جديده , فتعود وتنظر مليا في مرآتها وتنتحب نفسها وتواسيها ، ليس طبيعيا ما يحدث لي فإني اشعر أنى عجوز شمطاء وأنا بريعان الشباب فليس الوحدة هي ما تقلقها ولكن ذلك الإحساس بالمرارة والظلم والتعدي 0
فاستيقظت من شرودها على صرخات متتالية وضجة وفوضى في المكان فما كان منها إلا آن تركض وتستطلع الأمر ، فرأت ويا هول ما رأت 0 فقد كان أخيها يركض ومن خلفه زوج والدتها وحين هم أخيها بالركض والاحتماء بها سبقه زوج أمها بان قذفه بقفل كبير حديدي كان بيده فأصابه في رأسه فصعقت بل وشلت حركتها ولم تستطع الحراك ، لم تستطع الصراخ ، لم تستطع آن ترمش عينها أو آن تتنفس حتى ، فقد كان أخيها ملقى على الأرض ومن حوله بقعة كبيره من الدماء فأخذت تنظر إليه من مكانها وهي ترفض كل تلك الأفكار التي كانت برأسها ترفض آن تصدق ناظريها فأخذت تطيل النظر إليه في عدم تصديق وتبحث عن زوج أمها الذي صفق الباب خلفه هارباً 0


اعذوروني على مقاطعتكم عن اتمام القصه ولاكني افضلها على جزئين حتى لا تملو من القراه اعذروني
اختكم بطه اللذيذه :D







التوقيع :
[FLASH=http://aseer.jeeran.com/____.swf]WIDTH=300 HEIGHT=340[/FLASH]

تزود للذي لا بد منه 0000 فإن الموت ميقات العبادي
أترضى ان تكون رفيق قومٍ 0000 لهم زادٌ وانت بغير زادِ

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:53 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية