عاد إلي الشعور بالخوف.. والألم، والوجع..
عاد إلي ذلك المارد الشرير..
يتتبع خطواتي ويتلمس بيديه أطراف أناملي
ليخدرني بالخوف والترقب..
رغبتي في تفجير شعوري المضطرب ما هو إلى وهم أو غرور عاطفي يتلبسني..
أنا خائفة.. وأعترف أني كذلك..
لا أدري ماذا أريد ولذا أنا أكتب ما لا أعرف..
هسيس المطر هذا يكاد أن يسرق مني أنفاسي…
ويسرقني حتى من جسدي..ليحاصرني من كل مكان…
ضجيج زخات المطر على نافذتي يرهق أعصابي..
أبحث عن شيء من ذاتي..
عن رفيق يسكن ذراعي، ويسرقني بحرارة أنفاسه..
أبحث عن لحظة يصمت فيها هذا المطر..
ولكن اللحظة لا تأتي، والصديق لا يعرفني..
لأبقى أنا أسيرة جنوني أبحث لي عن مخرج..
هذا المطر يذكرني بأن كل شيء قابل للسقوط نحو الأرض لتمتص غضبه بخيلاء وتلقيه في جوفها ليتصاعد بخاراً ملعون في ذاكرة الناس تحت شموس آب..
هكذا هي الأرض تغمر الجميع..
ولا تتنفس تحتها إلا الغبار..
ولا ترى فيها إلا مزيداً من الغبار..
وحين تلفظك للخارج
لا تجد إلا كل اشمئزاز وهلع من الآخرين..
مسكين هذا المطر…
يثرثر فوق رأسي مُنذ نصف ساعة..
يستفز جوارحي ويداعب فيني الخوف..
وينسى أن مصيره إلى غياهب جوف الأرض..