واشنطن / كشفت دراسة جديدة أجريت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن التوتر النفسي خلال مرحلة الطفولة المبكرة، يرتبط بفقدان الذاكرة وتراجع قدرات الإدراك في مراحل الشباب ومنتصف العمر.
وأوضح الباحثون أن التوتر العاطفي المصاحب لفقدان الأم أو سوء المعاملة أو الإهمال، قد يساهم في الإصابة بنوع من فقدان الذاكرة يلاحظ عادة عند المسنين، في عمر مبكر وخلال سنوات منتصف العمر.
وأشاروا إلى أن الوظائف الإدراكية في السنوات اللاحقة من الحياة تنتج بصورة رئيسية عن عوامل وراثية وبيئية، وبما أنه من الصعب تغيير التركيب والخلفية الوراثية للإنسان، فمن الضروري الاعتماد على تخفيف التأثيرات البيئية، وخصوصاً التوتر في مراحل مبكرة من الحياة، على قدرات التعلم والذاكرة مستقبلا.
ووجد الباحثون في الدارسة التي نفذوها على الفئران أن نقصان المواد الخام الضرورية لرعاية الجراء في الأقفاص وإبعادها عن أمهاتها يؤدي إلى إصابة الصغار والأمهات بتوتر وضغط عاطفي، ولكنه يختفي تدريجيا مع وصول الجراء إلى مراحل البلوغ والنضج.
ولاحظوا أن الجراء المتوترة أظهرت عجزا واضحا في قدرتها على تذكر مواقع الأشياء التي رأتها سابقا، كما لم تستطع تمييز الأجسام التي عرضت عليها في اليوم السابق، وازدادت هذه المشكلات سوءاً مع تقدمها في السن وبسرعة أكبر من نظيراتها التي نشأت في بيئة طبيعية في الأسبوع الأول من حياتها.
وأوضح العلماء أن الزيادة الطبيعية في اتصالات الدماغ عبر الشقوق العصبية الذي يعتبر الأساس الخلوي للتعلم والذاكرة، كان مختلا عند الفئران التي تعرضت لتوترات الطفولة مع وصولها إلى منتصف العمر.
وفسر هؤلاء أن النشاط الكهربائي في خلايا المخ الذي يبدو طبيعيا في الفئران البالغة الشابة التي تعرضت لتوترات الطفولة، أصبح شديد التشوش والضعف مع وصولها إلى منتصف العمر، وهذه التغيرات في نشاط الخلية والدماغ كانت ثابتة مع التغير السلوكي للفئران