بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني القراء اني خجله منكم على طول قصتي ولاكن اشعر انه لا استطيع ان أوصل مابداخلي من كلمات في سطرين فأرجوكم تحمل عبء قرأة القصه كامه واعذروني للأطاله وستكون قصتي على جزئين حتى لا تملو
بطه اللذيذه :D
وقفت مطأة الراس مكلله بالهموم تملاها الكابه وتحفها الاحزن شكلها الخارجي لايوحي بشيء يشعر المرء عندما يراها من اول مره انها رثه ومهمله ونظرت الى الامام بشيء من الخوف والحزن الى الرجل الذي امامها وقالت :سيدي القاضي انني اقف بين يديك لاشكي لك همي وابثك حزني كما كنت قد فعلت سابقا ولكن مع اختلاف الان 0
فانا الان اقف بين يديك لتقضي في امري وتعدل من حيث لم يعدل الاخرين معي واني ارجوك واطالبك بالانصاف لاني افقده وابحث عنه ولا اجده 0 اقف امامك وهذا اخر شيء سوف افعله الان . لاني سوف ارتكب حماقه وانا اعرف ذلك وسانهي اموري العالقه بنهايتي 0
فلم اعد استطع الصبر ، ولكن قبل ذلك أُريد أن تُوصل عني رساله كنت اتمنى ان يسمعها ويقراها الاخرون و أُريدك ايضاً ان تصرخ عني ، ان تصرخ وبكل قواك قل لهم ما يجول بخاطري ، قل لهم ما احاول ان اوصله لهم ولا استطيع قل للجميع ان الحياة ليست للهو وليست ملعباً كبيراً نستطيع ان نمرح به 0
وأرجوك يا سيدي اخبر كل فتاة ضاله عن مأساتي ، اخبرها عن حزني وتعاستي وسوف تعود عن ضلالها وأُريدك ايضا ان تخبر كل مسئول في هذه الحياة ان يتحمل مسئولياته فليس عدلاً ان يكون مسئول وهو لا يعرف ما يترتب عليه 0 واريدك ايضا ان تقول للكبار ما يجول بخاطري وان ينظروا الينا بعدل فنحن يا سيدي ربما شباب طائش في نظر البعض ولكن نريد من يسمعنا من يفهمنا ربما نعتقد احياناً ان افكارنا هي الصواب وان من يكبروننا لا يفهموننا ويحقرون من مشاكلنا وهم صائبون في ذلك بعض الشيء 0 انا اقول نحن الشباب ببساطه ننظر من خلال اعمارنا نحل المشكله على حسب ادراكنا ولا نعتقد بخطأنا ونقول ان التجارب القليله التي خضناها ربما تجعلنا نفكر بعمق 0 ولكن اعترفو انتم ايضا ايها الكبار اننا نخطيء ونصيب كالبعض واعترفو اننا نحاول ان نكون مدركون مثلكم 0 اعترفو انكم كنتم قبلنا كما كنا مع فرق واختلاف الازمان 0 ومدت يدها كانها تستجدي احدا واكملت :
لا تحطو من شاننا نحتاج الى تفهمك الينا الى صبركم علينا 0 ارجوكم ان تصبرو علينا ولكن ليس الصبر وحده هو من سيجعلنا نفهم ونقدر ، انما ما تمدوه لنا من عون ، مدو لنا ايديكم مدوها حتى وان لم نمسك بها ، لا تملو سريعا ولا ترفعوها حتى لو كنا لا نراها 0 ابراحوها فاننا في يوم من الايام حتى ولو طال بنا الزمان سنحتاج الى تلك اليدين الممدوده كونوا معنا خطوه بإخرى ولا تضيقو علينا ولا تضيقو بنا فنحن في حاجتكم مهما كانت اعمارنا 0 ارجوكم لا تتركونا وتقولو اننا سوف نجد طريقنا بانفسنا 0 لان من يدخل موطناً غير موطنه يتوه فيها 0 نعم فقد دخلنا مرحله اكبر من فهمنا وغريبه علينا 0
أرجوكم ان تكونو معنا حتى لو كنتم من خلف الابواب 0 اتركونا نتحسس مواطيء اقدامنا ولكن لا تجعلونا نغرق من حيث لا ندري 0 وتذكرو دائما اننا في حاجه اليكم وان كنا قد وصلنا الى الباب الصحيح 0
فنحن نعرف انكم على صواب ولكن دعونا نتعرف نحن ايضا الى اخطائنا بانفسنا 0 دعونا نعرف منطق صوابكم 0 دعونا نفهم حتى نصل الى ما وصلتم 0 لن اطيل عليك يا سيدي ولكن عدني باسم الانسانيه ان توصل رسالتي هذه لكل ضال شريد 0 لكل حزين وبائس لكل جبار وقاسي 0 لكل ضعيف وهذيل 0 اصرخ برسالتي هذه بالجميع لكي يستيقظوا من سباتهم العميق فهي معلقه بين يديك 0 وحتى لا احزن كثيرا بل اكثر مما انا فيه الان وساكون بائسه ان لم تصل 0
سيدي يُقال ان لي والدا تزوج بأخرى وهجرني ووالدتي بعيدا ، فكان لابد لي ان اولد من غير ان يضمني والد بين ذراعيه 0 ويُقال ان والدتي قد تحجر قلبها وتركتني بعد ما تزوجت من رجل آخر رفض بقائي معها وسافرة هي الاخرى فلم يعد لي خيارات في هذه الدنيا الا ان اتربى بين ايدي الغرباء او ان تحتضني قريبة امي وهي خالتي 0 فكانت تعاملني بلطف واشفاق وتحن علي وتحزن على وضعي رغم اعتراضات زوجها واسرتها 0 فكانت تُصر على ان اكون فردا من العائله فرد منهم لكن لاصرار خالتي وليس لشعور من هم حولي 0 فكان لايتكلم احدا معي الا لماماً ولا يبتسم لي احد الا رغم عن انفه ومجاملة لي فكنت اعيش في احضان الغربه وانا بين عائلتي ، اتجرع مرارة اليتم ووالداي على قيد الحياة وارتشف كاس الالم كالماء الذي اشربه ، فاعيش متحامله على نفسي واتحمل عزلتي رغماً عني فأبحث عن مخرج لي فلا اجد راحتي إلا في حضن خالتي التي سمحت لي بأن اناديها بامي فكانت تضمني بين ذراعيها في حنان وتنفض عني غبار الغربه وتُذهب عني مرارة الحرمان فأغفو في حضنها ولا اعيش ما يكدر حياتي ، فرايت فيها والداي الذان فقدتهما فقد علمتني ما تعلمه بناتها وتحبني كما تحبهن ، وغير ذلك فأنا في يأس دائم وعزله عن اقاربي فلم يهتم بي احد قط 0 فكان لابد لي ان اجد مايُؤنس وحدتي ويبعد السأم عني 0 فوجدت ذلك في هذا الهاتف الذي اتحدث به وقتما اشاء ومع أي شخص كان ، او على أي رقم اطلبه فأستعمله لازعاج الاخرين والتسليه عليهم والتفكه بهم فكنت اقضي وقت فراغي على هذا المنوال الى ان وجدت نفسي في يوم كنت حزينه فيه حتى العظم فقد كنت انضج واكبر دون ملاحظة الغير لي 0 فأنا بغت سناٍ احتاج الى يد ترشدني الى الطريق الصحيح ، الى شخص ينصحني ماذا افعل وان يصحح لي اخطائي ، ان يمد يد العون لي فلم ارى احداً بجانبي الا حوائط وجدران تلتف حولي 0 واذا بي ارفع سماعة الهاتف واطلب رقم لم احفظه في باديء الامر وقررت ان اكون شخصيتي على هذا الهاتف ، فكان من حسن حظي ان الذي اجاب وقال نعم رجلا فرجوته ان لايغلق الهاتف وان يستمع لي فقلت له من بين عبراتي اني يتيمه وابواها على قيد الحياة واخبرته كم انا تعيسه ومحبطه ومن سذاجتي واحباطي كنت اقص عليه حزني 0 فكان لطيف جدا معي وصبور فقد استمع لي رغم نحيبي وبكائي وبعد ان انتهيت من النحيب والشكوى اغلقت الهاتف ووضعت راسي على وسادتي مجددا 0
هكذا مع مرور الايام كنت اهاتف نفس الرقم فيجيب نفس الشخص ويقول نعم ومن ثم استرسل في الحديث واقص عليه ما اعانيه في حياتي فقلت له كل مايخالجني من هموم وتحدثت معه عن وضعي بين عائلتي وكيف يعاملونني وعن شعوري اني أُثقل عليهم وقلت له كم انا قبيحه ايضا ومرت ايام وانا اهاتف نفس الرقم واتحدث واشكي وابكي ولكن دون أي جواب من الطرف الاخر حتى قد بدأت اشعر اني أُحدث نفسي ولا يوجد شخص على الهاتف اصلاً ويظهر اني اعتدت على الامر بحيث اتحث واتكلم واسال واجيب ولا احد يتحدث في الهاتف غيري فكان ذلك يغيظني في بعض الاحيان ، ولكن كان ذلك جيدا بالنسبة لي حيث كنت لا اريد لنفسي علاقه عابره 0 فكان لا بد لي من اشكر هذا الرجل اللطيف معي ولصبره عليّ فقلت له في احدى مكالماتي شكراً لك يا سيدي على حسن استماعك لي 0 وهمت باغلاق السماعه حين سمعته يقول : على الرحب والسعه 0 فأحسست بالحرج والخوف في الوقت نفسه واغلقت الهاتف 0
ومرت فتره طويله وانا لم اهاتفه او اكلمه حتى كانت صدمتي الحقيقه في ذلك اليوم حيث استيقظت على صرخات متتاليه وندات مبهمه فخرجت من غرفتي استطلع الامر فإذا بي اصدم حيث ارى امي ممدوده على الارض وبدون حراك