العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-09-2002, 08:00 AM   رقم المشاركة : 1
الغريق
( ود جديد )
 





الغريق غير متصل

الغريق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.... وبعد.

إخواني و أخواتي هذه هي المشاركة الأولى لي ليس في منتدى الود فحسب بل بالإنترنت عموما , لذلك أرجو أن تتقبل صدوركم الرحبة مشاركة أخيكم المتواضعة . كما أحب أن أشكر أخي عازف..المجازف الذي أرشدني إليكم وأصر عليَّ بالعودة للكتابة إذ إنني منقطع عنها منذ زمن بعيد . فشكراً لك أخي عازف على تحفيزي وشكراً لكم على إستضافـتي راجياً أن أكون عند حسن ظن الجميع بي إن شاء الله.

----------------------------



كان الوقت متأخر عندما خرجت من منزل صديقي بعد سهرة ممتعة . وبعد أن ودعته وخرجت من الباب وقفت ونظرت الى السماء فقد كانت صافية وكانت النجوم فيها تتلألأ وكأنها تتخاطب مع بعضها البعض . توجهت نحو سيارتي وقبل أن افتح الباب , هبت فجأتاً نسمة جميلة وكأنها تودعني .

ركبت سيارتي وقد أحسست بشعورِ غريب , فأنا لا أريد أن انام كأني أريد أن أنعم بهدوء هذه الليلة في مكان هادئ . لذلك غيرت وجهتي من البيت الى بحيرة تبعد بضع وثلاثون ميلاً .

عندما وصلت هناك كأن الليل هناك كان متوقعاً زيارتي فقد أبدى لي السماء لابستاً فستانها الاسود وعلى نحرها عقدٌ مضيءٌ من النجوم . مددت يدي لأفتح نافذة السيارة فإذا بالهواء الندي كان ينتظرني لأفعل ذلك , فما أن فتحتها حتى غمرني بترحابه وضمني بنسيمه .

أوقفت سيارتي ناظراً نحو البحيرة الجذابة لبضعِ من الوقت ثم أسكتُّ محرك السيارة الذي كان في منتهى الإزعاج بالنسبة لهذا السكون الرائع . نزلت من السيارة ووقفت لأمدد يداي ورجلاي بعد ذلك المشوار , ثم اتجهت نحو البحيرة .

وجدت الهواء يراقصها وهي في أجمل زييها وكانت بارعتاً في الرقص . مددت يدي إليها وشربت من ريقها البارد , فغمرتني نشوة غريبة , فأنا لا أدري أكانت خمراً أم كانت لحناً رائعاً نزل لجوفي عازفاً على أوتار مشاعري؟!!!

جلست أمامها كعاشقِ سلم نفسه لمعشوقه وهنا ...اشتد الهواء قليلاً وبدأت أمواجها تتضارب بشدة . كنت أنظر الى إضطرابها وكأنني أنظر الى داخلي . فقد كانت مشاعري تتضارب هي الأخرى ما بين أسى و فرح , خوف و أمان , حب و كره , يأس و أمل!!!!.

جلست لبضع دقائق ثم نزعتُ ثيابي فجأتاً وتقدمت نحوها ببطء . لامس الماء البارد قدماي فشعرت برعشة اوقفتني قليلاً ثم واصلت تقدمي نحو أعماق البحيرة متجاهلاً برودة الماء الشديدة .

لا أدري لماذا جئت لهذه البحيرة بالذات؟! ولا ادري لماذا هذه الليلة ؟! لا أدري لماذا فضلت السهر على النوم الهانئ؟! ولا لماذا فضلت البحيرة على بيتي؟! لا أدري هل كنت أريد الغوص في البحيرة أم كنت أحاول الغوص في ذاتي ؟!!!!

كل ما اعرفه عن تلك الليله ....هو أنني غرقت!!!!







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية