أمسك بيدي ..
ونظر بعيني نظرة كلها حب ، يرجوني أن أحمله بحناياي ، وأضمه إليَّ .
وأن أرعاه ، وأغدق عليه كل ما أملك من عاطفة ، وعدته - ووعدني بأن يكون لي ..
ورسم لي طريقاً من الورود والرياحين .. عطَّره بأريج الزهور ..
أهداني .. غابة خضراء وارفة .. مكونة من كل ذرة من كيانه ..
سقى أشجارها من قطرات دمه ودموعه .. حتى ترعرعت .. وامتدت غصون تلك الغابة إلى عقلي وقلبي ..
فأصبحت تلك الغصون بمثابة عروقي وشراييني ..
وبعدما اخضرت !؟
جعلني الملكة عليها ..
وتوجني بأكليل من نجوم الليل ، مرصع بالفضة واللؤلؤ..
تقبلت تلك الهدية .. وخبأتها بخافقي .. وأغدقت عليها حبي وحناني ..
وأنرت دروبها شموعاً برموش عيناي ..
ظلت تنير كشمس الضحى .. واحتضنتها بكل رقة .. وأغمضت عيناي!..
وتركت نفسي للأماني والأحلام .. وأملت نفسي بأن سعادة الدنيا بين يداي ..
وتناسيت أن النهار يقتل ظلمة الليل ويبدده ..
وأن نور الشمس يطغى على نور القمر ويخذله ..
وبأن لكل شيء ( حد ) ..ونهاية ..
بعدها .. صحوت .. لأجد نفسي وحيدة .. قد اختلط ليلي بنهاري ..
ونومي بيقضتي .. وبأن حلمي قد بات سراب..
وبأن غابتي وأشجارها ورياحينها وشموعها باتت لغيري ..
........
لكن ... أنا ..
ورغم الجراح .. لازلت أحبك .. نعم أحبك !
ولا يزال حبك يتغلغل بداخلي .. بأعماقي ..
يأبى إلا أن يطغى على عنادي .. وكبريائي .. يقف صامداً ليبعثر ضعفي وخضوعي .. ويبدد قراري في الابتعاد ..