ماذا فعلت بي ؟!
.... حبيبتي ....
اهرب من الزمان إليكي ...
اهرب من المكان إليكي ...
افرح فالجأ الى عينيكي باحثاً عن فرحي ...
احزنُ فأفرُ إلى صدركي ..
باحثاً عن الحنان ..
عن الأمان ...
تملؤني الكآبه .. فأبحث في شفتيكي عن كلمةٌ حلوه ..
استعيد بها توازني و مشاعري ...
اهرب منكي إليكي ...
أفرُ من حاضري الى ماضينا معاً ...
اختبيءُ من برد هذا الليل الى دفءُ ذكرياتُنا .. وأشواقنا ..
قلولي ماذا أفعل كي اتحرر منكي ؟
قلولي ماذا أفعل كي تستعيد قوقعتي غطاءُها ,,
وجذورها في بحر اعماق نفسي ؟؟
أو أقول لكي كلا كلا فأنا أريد ان أكون أنتي !!
...... ولكــــــــــــــــن ......
مالذي جعلني نبتةٌ متسلقه
تلتف حول جذع أيامكي
وتبحث بين اغصانكي عن الشمس ؟؟
""" إني احبـــــــــــكي """
ماذا أقول لكي ؟ ...
وأنا اتحدث إليكي كما تحدثت إلى نفسي ...
أُعاتب نفسي أحياناً ...
اذا رأيتها في محاولتها لتعبير عن ذاتها تستعمل اساليبكي ...
عباراتكي ...
كلماتكي ...
همساتكي ...
حركات يديكي ...
محطات الكلام عندي صارت بعضاً من محطاتكي ...
ترانيمي صارت جزأً من ألحانكي ...
أثور فتتحرك يداي بعصبيه ..
وتتنفخ شرايين اصابعي ...
أهدأُ نفسي محاولاً ان ابتعد عن كل ما اورثتيني ...
عن كلِ ما زرعتي فيني من عادات ...
فأرى أني حتى في محاولتي هذه ..
صورةً عن هدوء عواصف غضبكي ...
ماذا فعلتي بي ؟!
في ثورتي اصير انتي ...
في فرحي اصير انتي ...
في حزني اصير انتي ...
وفي لهفتي اصير انتي ...
اكتب الأن هذه الكلمات ... وانا جالسٌ هناك ..
حيث كنتي تجلسين ...
ممسكاً بقلمٍ صامت ...
نسيتيه أنتي متعمدة فوق الطاوله ... كي أكتب به ...!!
ماذا فعلتي بي ؟!
كيف ادخليتني في عالمٍ ..
كنتي وحدكي فيه خطوط الطول والعرض ؟ ...
كنتي فيه قطب الشمال وقطب الجنوب ...
كنتي فيه خط الاستواء وكل المدارات ...
كنتي انتي الهواء وانتي الماء ...
وكنتي تنادينني ياقمري وأبتسمُ لكي في حياء ..
صحيح انني قد اكون القمر الذي اضاء بالفرح امسيات عمركي ...
لكنني قمرٌ كان يدور في فلك حياتكي ..
فانتي كنتي مساره ...
وانتي كنتي الكوكب الذي يدور حوله ...
وهذا القمر عاهدكي بإنه لن يبتعد عنكي ابداً ..
ووعدتيه انتي ان تسامريه كل ليله ....
فمن شمسُ حبكي كنت أستمد نوري ...
لأرُضي غروري وشعوري ...
فأني أستبحتكي لي حبيبتي وبكل جنوني ...
ماذا فعلتي بي ؟!
جعلتيني طفلٌ يفرحُ بأي لعبةً تحضرينها ...
فكل هداياكي مازالت الى الآن محفوظةً عندي ...
كلما اشتقت اليكي احتضنتها وقبلتها ...
وكلما امسكت بواحده منها ..
عشت من جديد لحظة اهدائكي لي اياها ...
أتنفس انفاسكي ... وأرتمي بأحضانكي ...
كطفلٍ كنت أ جلس الى جانبه ...
تدهشني خطوط جبينكي ...
وتسحرني حركات يديكي ...
وأُبحر في صفاء مقلتيكي ...
كهرً كنت انتظر منكي لمسة حنان ...
وأرتمي بين ذراعيكي باحثاً عن الأمان ...
وانتظر قدومكي مثل انتظار الأرض لموسم الشتاء ...
ماذا فعلتي بي ؟!
هل أخرج من جلدي كي أدفعكي بعيداً عني ؟؟
كلا كلا فأنا أُحب ان اكون انتي ..!!
وبكل هذه الزيادات التي زينت بها تفاصيل احاسيسي ...
دوماً كنت ابحث عن صورتي في كل الصور ...
ودائماً اراكي بجانبي في كل الصور ..
وحتى الصور التي صورتيني اياها انتي ...
كانت دائماً بجانبي مكانٍ فارغ .. ينتظر ان تجلسين فيه ...
مكان أُحاول اليوم كلما جلستُ ,, ان اضع فيه حقيبتي ...
ان اضع فوقه اوراقي .. اشيائي ...
ولكن رائحتكي وعطركي مازالت تعبق بها كل الأشياء ..
وصورتكي فوق كل الأوراق ...
وابتساماتكي الصباحيه الهادئه ترفضُ ان تترك بؤبؤ عيني ...
واحاسيسكي الحانيه ليل نهار تداعبني ...
فأنتي من انعشني وارضى غروري ..
وصوتكي مازال يعبر الزمان ويأتيني ...
فارساً على حصان ابيض ..
شاهراً سيفه .. كفرسان الحكايا العتيقه ...
كفارسة احلامي ...
مراهقه ترفض ان تكبر ...
وترفضُ ان تعود طفله من جديد ...
مراهقه خضع الغرور لها وحدها ...!!
بل اغضعت بحبها الدنيا بما فيها ..!!
إليكي اليوم اكتب ...
احاول ان اخرج من اعماقي في كل مشاعري الحبيسه ...
عساني اجد لحظه هدوء ...
اشارككي فيها واداعبكي ....
بعيداً عن هذه الأفكار التي تؤرقني وتمنعني المنام ...
ربما ارتاح اذا نقلتها من داخلي الى الورق ...
فالورق يمكن ان يتحمل كل هذه العواصف التي اعانيها ...
عندما تتحول الى كلمات .... واهات .... وزفرات ...
ارشقها بسرعه فوق بياض الدفاتر ...
التي احضرتيها لي هديه ذات يوم ...
وقلتي لي ان اكتب فوق اوراقها ما احس في بعض الأحيان من ضياع ...
عساني اجد بين سطورها نفسي ...
ولكني وجدت نفسي ...
نعم وجدتها في قلبك انتي ....
فكنت دوما اسأل نفسي لما هذا الإصرار على ملازمتكي ؟؟!
حينها ايقنت انني احبكي !!
نعم احبكي ..
فنحن ياحبيبتي قد اتفقنا معاً ...
ككائنين ,, عصريين ,, مثقفين ,, ان لا نفترق ابداً ...
وان نرحل كلانا في قارب عمرنا ...
موجهين شراعه الوجهه التي نريد ... حيث المجد والخلود
ونجبر البحر و نرغمه ان يحرك كل واحد منا نحو الأخر ...
نحو طيف الأخر ..
وان يظل الماضي حياً ...
رغم اننا قد انتزعنا اوراقه من لوحة التقويم ...
وان يظل يحيا فينا ...
ونحن قد نزلنا من محطته وتركنا قطاره ...
وان نمتطي انا وانت فرساً نجري بها نحو المستقبل ...
نحو الحب .. نحو جزيرتنا الأخاذه ...
حيث لا يقطنها إلا انا وانتي ...
هناااااك حيث الخلود ..!!
فأني احبكي ولا اريد ان اتحرر منكي ....!!
******************************
تحياتي/
عاشق الأحلى
العرض العادي
