العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-2006, 12:11 PM   رقم المشاركة : 1
دوخاتو
( ود نشِـط )
 





دوخاتو غير متصل

بقايا امراة( الجزء الخامس)

اجتازت علانة اختبارات السنة: اخر سنة في المعهد العالي للمحاسبة والسنة الثالثة كلية وكان النجاح ككل سنة. و اول اتصال كان للوالد ثم مريم الصديقة الاقرب تلهفت علانة لسماع صوت الوالد فمذ اكثر من شهرين لم تسمع صوته ففي كل مرة اتصلت كان الوالد اما في المستشفى او نائم اجابت ام علانة على الهاتف لتضع السماعة على اذن الاب ليسمع صوت ابنته "باركلي ابي لقد نجحت " ليجيب الاب الله يبشرك مثل ما بتفرحيني دوم" تسالت علانة عن سبب تثاقل لسان الوالد لتخبرها الوالدة انه على فراش المستشفى في اسبانيا فمند اكثر من شهرين والوالد في غيبوبة"كوما" حتى بعد اجراء جراحة تغيير شرايين القلب لم يصحوا ولم ينطق على الاطلاق طوال الشهرين الماضيين فمباركته لعلانة كانت اول كلمة تفوه بها منذ ازيد من الشهرين اغرورقت عيني علانة اكثر ليس فرحة بالنجاح بل فرحة لفرحة ابيها بنجاحها الفرحة التي اصحته من غيوبته لتتصل علانة بصديقتها مريم اول شخص تعودت علانة تبشيره بكل ما يفرحها فمريم على احر من الجمر تنتظر سماع اخبار علانة الحلوة دائما وخصوصا انه وقع خطا في تنقيط احدى المواد افقد علانة 6 نقاط ثمينة كانت ستجعل من نجاحها بدرجة مقبول نجاحا بامتياز لكن علانة لم تتحسر كثيرا على الامتياز فيكفيها ان تعب سنة كاملة من الدراسة بالانتساب لم يذهب سدا. والفرحة الاخرى انها انهت دراسة المحاسبة( الثلاث سنوات) لتتنفس الصعداء هم كبير وانزاح فلم يخيبها الله ففي السنة الماضية انهت دراسة الكومبيوتر سنتين وحصلت على دبلومها وهذه السنة انهت المحاسبة (ثلاث سنوات) لتتفرغ السنة القادمة لاخر سنة في الكلية اما عملها فقد اصبح يسري في عروقها وتعرف كيف تتدبر امورها .
والفرحة الاكبر عودة علانة لبيت اهلها فقد غابت عن احظان الحبيب اكثر من 20يوما .

ليكون لقاءهم عشية عودة علانة موعد الحبيبين الساعة ثمانية بكل الاحضان الدافئة والقبل الشاعرية نامت علانة كطفلة انهكها التعب بين يدي فهدها الوردي الحبيب فالسنة كانت طويلة وشاقة عمل طول اليوم وسهر على المناهج الدراسية طوال الليل فليست علانة من يفشل في أي اختبار للبنية"علانة" فلسفة خاصة "يحسب على المرئ سنة دراسية تامة لن يهتم احد كم عانت البنية او كم ساعة نوم حرمت وكم اغمقت هالاتها السوداء فكل من سيسال هل نجحت فلان ام رسبت ولن تسمح علانة بان يخيب ظن احد بها مسطحة على بطنها رافعة قدميها على حافة المكتب متكئة على ظهرها في القطار ام في الحافلة ام في الكافي في أي وضع واي مكان سيان فطوال الشهر الاخير قبل الاختبارات علانة مرفوعة لا وجود لها في يومها سوى للاشراف على امور الوالد الضرورية فهي يده اليمنى وعيناه في غيابه وعزاؤها الاكبر الفرحة التي تغمر قلب الاب مبعدا عنه شعور العجز (بسبب امراضه ׃ السكري القصور الكلوي انسداد شرايين القلب ضغط الدم ضعف البصر) ثم راحة اخوانها فلا احد سيشعر بغياب الام مرافقة الوالد فعلانة في البيت وخارج البيت شعلة حياة شريان محوري يسعد كل من حوله وحتى خبر النجاح هو فرحة وخبر سعيد لكل فرد بالعائلة فكم جميلا ان يسهر احدهم على راحتك وكم اجمل لو كان احدهم مدعاة لفخرك فكيف ان كان نفس الشخص .

لن يطاوع قلب علانة الا ان تقابل مواعدات حبيبها بالقبول حتى ان لم يكن على مدار الاسبوع فعلى الاقل اول يوم من عودته من أي سفرة وايام متباعدة من نفس الاسبوع .لم يصبح اعتناء علانة بمظهرها بالامر الملح تحضرا للقاء بل اصبح الاهمال متعمدا كي لا تلفت الانتباه انه موعد مهم للفتاة لربما هي خرجة للسوق او التبضع او الى احد المحلات (حيلة تعلمتها علانة فالحاجة ام الاختراع) ماكان فهد ليتدخل في طريقة علانة لتطفيش أي عريس بل يتجنبها الى ان تهدا ساحتها فيستانفى لقاءاتهما ولم يصعب يوما على الفتاة حل مشاكلها وما الخطبات المتتالية الا بالامر البسيط.فطوال الاشهر الماضية تقلص ظهور علانة في المناسبات الاجتماعية تفضل قضاء ساعتين بين احضان فهد على الجلوس في مجتمع منافق متعالى لن تستفيد منهن الا اخر الصيحات واخر الساعات وانواع عطور الموسم ومن انخطبت ومن بتطلق و لن تحضرعلانة مناسبة الا عادت بفيلق عرسان وخطاب فالبنت عاديةجدا بملابسها البسيطة في عملها الا انها لن تتواجد في عرس الا وهي بكامل زينتها وحليها باناقة راقية وكبها العالي الذي يمنحها قامة مستقيمة مبرزا معاطفها التي تتعمد اخفائها بملابسها الفضفاضة فعالم علانة يتسم بالتكامل في كل شئ رغم زحمة يومها الا ان حضورها في المناسبات يكون مميزا يضاهي غيرها من المتفرغات فقط للمناسبات
فاي ام او اخت ستسمي علانة لاي عريس الا ويتلهف لخطبتها٬ البنوتة مشهورة في مجتمعها فالمدينة صغيرة سكانها قبليين ومن لا يعرف علانة ابنة محمد" النيسان " تتلافى علانة حضور المناسبات ففهدها بكل الرجال الوسيم منهم والغني والمثقف والقبلي والحضري وحتى الشريف ٬ ومن الرجال الا اخوانا لها تتوق علانة الى اليوم الذي يفخر اباها بعريسها الشاب المعروف الشخصية القوية فحتى علانة اشبه اخوانها بالوالد الرجل الصلب تذوب وتتلاشى امام فهدها بفكره وووعيه وبساطة عيشته .

يمر الوقت مع فهد ولا اروع حتى تدمرعلانة كيف ستركب السيارة كل مرة متخفية دون ان يراها احد معارفها وكيف ستنزل في زقاق مظلم وتخرج من حي من الاحياء الخالية دون ان يلحظها احد المارة فبعد تيه طوال الاشهر الاولى يلفان الشوارع لاكثر من ساعة يتربصان اول فرصة لتقفز علانة من باب السيارة وينصرف فهد كالسهم لتستقل علانة اول تاكسي كالسحلية فلم تعد علانة ترتدي الكعب العالي في مواعداتها فهدا كي لا يشعر فهدا بطولها وهو بطول قطعا لن يتعدى طولها والكعب العالي ليس عمليا للسحلية لشق طريقها مسرعة "الحب تنازلات" .
الى ان ابتدات بعض الخلافات الطفيفة فلم يعد شغف فهد مثل الاول حتى اتصالاته الليلة اصبحت تقل او لا تتجاوز النصف ساعة قبل اليوم بعدما كان اتصاله لا ينقطع طوال اليوم وطوال ساعات الليل لم يعد فهد يسابق التاكسي الذي ستركبه علانة بين متقدم ومتاخر الى ان يطمن ان علانته وصلت بيتها فبينما كانا يصعدان الى شرق المدينة هو بسيارته وهي بتاكسي اصبح هو يسلك الطريق الجنوبي للمدينة ويوصل التاكسي علانة للجزء الشرقي من المدينة وحيدة موحشة حتى وهو في سيارته متتبعا التاكسي كانت تحس بذراعيه تلفانها مخففين من تانيب ضميرها
لو لا حب هذا الرجل وهذا الرجل تحديدا لما وجد السبب الذي سيجعل علانة تتخفى بطرف ثوبها موارية وجهها ٬ تتعمد لبسا مغايرا كي لا يعرفها احد بثوب من اثوابها لا احد غير فهدها يستحق ان تفقد مصداقيتها ولكن في سبيل حب ابدي ماهنا الا بدايته فعلانة مخلصة لحبها الوحيد بخلاف غيرها اللاتي لا مشكلة لديهن في الخروج مع هذا وذاك وذاك واغلبهن لمن يدفع اكثر فحب فهد وعلانة خالص لله لا يشوبه المادي او الالتزامي حتى مسالة الزواج لم يناقشاها لليوم بعد مرور سنة وثلاثة اشهر على علاقتهما .
تلقت علانة خبر عودة صديقتها مريم من جنوب البلاد بعدما امضت شهرا مع اخاها جنوب البلاد٬ ذهبت علانة مسرعة معتذرة للحبيب ولاول مرة ستخرج بعد المغرب لكن ليس مع الحبيبفمريم عادت منذ اكثر من 10ايام وهي طريحة الفراش وعلانة لم تعلم ماذا فعلت بي يا فهدا مريم بالمدينة وانا لا ادري فعلا لقد تعلقت بك كثيرا يا حبيبي حتى نسيت مريم " مريم مريم مريمتي " صعقت علانة لرؤية مريم ممددة على الفراش وبطنها منتفخ لدرجة ان الناظر يظن ان الفتاة ستنفجر لكن لا شئ يمنع مريم من ابتسامتها العريضة في وجه القادم باسنانه البيضاء البراقة فما بالك ان كانت الضيفة علانة فلم تتمنى مريم يوما عروسا لاخوانها الاربعة اكثر مما تمنت ان تكون علانة من نصيب احدهم لكن الامر لله فاخوان مريم شباب عاديين على قدهم لن يناسبوا مكانة علانة ولا مستوى العائلة الاجتماعي. الغرفة امتلات بصدقاتهن فمريم من اكثر البنات شعبية وانفتاحا عن العالم الا ان علانة كانت محبوبة الجميع فهي الفتاة المتواضعة صديقة اغلب اخوان الحاضرات بحكم العمل وبرابطة قرابة بعيدة من جهة جدة علانة ام ابيها من نفس الفخد من قبيلة مريم زارت علانة مريم زيارات متقطعة طوال الشهررغم انها كانت تخرج يوميا لزيارة مريم الا ان موعد الساعة الثامنة لا يقاوم لكن الاتصال بمريم ظل يوميا جلست علانة لاول مرة منذ عودة مريم توشوشان فمريم تموت لتعرف اخر جديد علانة وفهدها الوردي لتسر لعلانة انها اخيرا وجدت واحد من الرجال المنقرضين منذ زمن فحبيب مريم خالد البنات يتقاتلن في حبه الا انه تعرف على المريم صدفة فهمت علانة من بين كلمات مريم المرحة ان مريم هي الاخرى عرفت ما الحديث المطول الدي قد يدور بين العشاق لساعات طويلة تذكرت البنتين و"لا لة" ثالثتهم كم تراقصت البنات على نغمات محمد عبدو وكم رقصن ثنائيا وثلاثيا على نغمات "خوليو ايكليسياس" في ضحك عارم ما قاطعه الا تٲلم مريم بين اللحظات تذكرت الصديقات عصبية لالة وجنونها في انتظار سماع نتائج الكلية وحمى الهلوسة التي تصيبها قبل كل اختبار بخلاف مريم التي ان لم تنم كفايتها من النوع فلن تطالع صفحة واحدة وعلانة التي لاتحب الانتظار ففي كل نتيجة تغير ملابس وتتجه لوسط المدينة تعاين ما ستشتريه كهدايا لاخواتها وكتاكيتها الصغار -ابناء اختها- لتاخذ قهوتها في مقهاهى المفضل "كافي فرونس " بشارع الامراء كانت سهرة البنات مميزة فمريم وقعت اخيرا في الحب ونتوقع زواجا في اقرب وقت طلبت علانة ان لا يكون العرس قبل الصيف فهي في اخر سنة وستحتاج شهرا على الاقل بعد الامتحانات لتستعد لحضور عرس مريم ضحكت مريم والالم يوخزها هامسة لهن "الين يخلق ونسموه" فالعريس لم يطلب تحديد موعد رسمي بل هو فقط حب قبل الزواج على حد قوله وعلى مدار الشهر القادم خرجت علانة كل ليلة لزيارة مريم الا انها لم تزر مريم الا مرتين فقط وفي المرة الثالثة تعمدت ان تزوراها هي ولالة في الساعة 5 مساء كيف لا تتاخر علانة عن موعد الساعة ثمانية كانت اخر مرة رات فيها علانة مريم قبل خمسة عشر يوما صدمت علانة لما رات مريم وهي معصبة راسها بلحاف اسود صعقت علانة كيف تدهورت صحة مريم في اسبوعين اصبحت مريمتي الفتاة الفاتنة التي لا يعيبها الا قصرها قليلا وحتى قصرها ليس معيبا وهي لا تنتعل الا الكعب العالي فمريم المكتنزة الرشيقة بشرتها الناعمة كالاطفال زاويتها في غرفة البنات (في سكن الطالبات) على جدارها اكثر من الثلاثون صورة من ابناء اخواتها وصور الاطفال بعبارات مختلفة ومازالت علانة تحتفض بالصورة التي سمحت لها يوما مريم باختار صورة من عالم مريم الطفولي لتختار علانة صورة طفل امور نقش عليها "اضحك للدنيا تضحك لك" وقد اكتسح فهدا عالم علانة الخاص واستحوذ عليه كاملا الا ان مساحة مريم ظلت محضورة فلا احد فهم علانة اكثر من مريم فقد ظلت مريم الخيط الرفيع الذي يربط علانة بعالم الجامعة فهي من يخطط لرحالات سريعة تعد على اهب السرعة لتتمتع علانة بمناظر ساحرة وجو نقي وصور تذكارية كل ذلك في يوم واحد بعد اخر يوم اختبارات لانه جرت العادة ان تعود علانة ادراجها في اليوم الموالي ولا يمكن لعلانة التغيب اكثر من اسبوع لاجتياز الاختابارت وكجد اقصى اسبوعين ولا احد يهتم لراحة علانة اكثر من مريم مجبرة اياها اقتطاع يوم في رحلةبريةلا تنسى تسارعت الافكار في مخيلة علانة معددة ذكرياتهما معا في كل مكان وكم مرة تقع مريم ارضا ممسكة كبدها ضحكا
ذكريات جميلة ياعمري . ظلت علانة جالسة في صمت غريب تتمعن في مريم وهي ساجدة وراكعة رغم شدة مرضها توضات مريم قبل صلاتها فعلى مر السنين لم ترا علانة مريم تصلي الا وهي على اتم وضوء وفي اطيب حال بخلاف لالة التي كانت تنقطع عن الصلاة بعض الاحيان ٬ عصف احساس بالذنب بعلانة ولخمسة عشر يوما لم تزر مريم لتجدها بعد الاسبوعين بهذا الذبول احساس رهيب تملك علانة فمريم الحسناء اصبحت كالمصابين بالسرطان في اخر مراحله عيناها تقوقعتان في الجمجمة الحاجبين المرسومين كالقوس الجميل سقط الشعر منهما عيون المها نسلت من اهذابها نظرت علانة باستغراب لمريم وهي تصلي لاول مرة تلاحظ علانة ان مريم فقدت اكثر من نصف وزنها ٬بينما خرجت مريم مستندة بالحائط لتغير ملابسها فالسيارة تنتظرهم امام البيت مستعدين للسفر بمريم للعلاج في احد مدن الشمال بعد ان عجز الاطباء المحليين عن تشخيص مرضها ٬خرجت علانة طالبة من لالة الرحيل فعلانة لا تودع مسافرا وخصوصا الاعزاء منهم وطوالاسابيع القادمة ظلت صورة مريم الشبيهة بشبح مريم تطارد علانة حتى بين يدي فهد ظلت علانة تصف له كيف ذبلت مريم حتى ان فهد طلب منها ان تعرفه على مريم بعد عودتها معافاة .







قديم 13-06-2006, 12:54 PM   رقم المشاركة : 2
لميا
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية لميا
 





لميا غير متصل

بصراحة خاطره حزينة.. وبكثر ما هي حزينة جدا حلوة..
شكرا دوخاتو







التوقيع :
أروح عنــــــك .. وغصــب عنّـــــي أجيــــــلك
مثل الهدب يبعد ويرجع على العين مشتاق

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية