اذكر لما كنت صغيرة وكان الوالد ينادينا نجلس معه ونيجي ونجلس معه في الصالة وبعد شوي نتسحب من الصالة الي تركض على التلفزيون تتابع المسلسل واللي تجري على التلفون ترغي مع صحباتها واللي تركض على غرفتها ملاحقة على فصول القصة اللي ما يفرقها شئ عن كل قصة ... لها نهاية وقبلها بدايها وسطها حكاية ولما ابي اطلب شئ من الوالد انتظر وقت النوم لين تفضى الصالة من اصحاب الوالد وكل ذي حاجة الي يبي واسطة والي يبي سلف واللي يبي يزوج بنته ....
كبرنا واختلفت دروبنا واختلفت مجالاتنا وافترقنا عن صحباتنا
جددنا الصالة غيرنا سقف الصالة وغيرنا نوع ولون طلاء الصالة واخترت انا بكل عناية وذوق افرشة جديدة للصالة شئ جميل قبل الصيحة لاني جلبت القماش من العاصمة لكن الصالة محتاجة تكييف جاب اخي التكييف وجلبنا شاشة مسطحة عرضها متر في متر .
صرنا نجلس في الصالة ما نحتاج احد ينادي علينا
الصالة صارت اكثر رفاهية
وماعادت زحمة بكل ذي غاية ...من شيوخ وشباب يبي الي يمول مشروعه وغيره وغيره .......
تقريبا ما عاد يدخل الصالة غيرنا باستثناء ايام الاعياد والعزايم الكبيرة
صرت اجلس في الصالة اول مرة اعرف ان الصالة واااااااااااااااااااااسعة وبيها ثلاث صالونات كبااااااااااااااااااااار
اول مرة احس بعد ما غيرت كل الصالات ان في شئ ناقص في الصالة
انتهت الدراسة واشتغلنا وتفارقت الصحبات الي تزوجت والي سافرت واللي هاجرت وملينا القصص والورايات المتشابهة
اول مرة احس ان الصحبات والمسلسلات والقصائد ... كلها اشياء ملحوق عليها وموجودة في كل وقت وفي كل زمان
عرفت بعد ما عادت تفيد المعرفة
عرفت ان اللي ناقص وماعدت الاحق عليه هو
ابي
تمنيت اسمع صوته يناديني
تمنيت اقبل رجليه قبل ايدينه
تمنيت اركض جري هاربة من الصالة قبل دخول الضيوف على الوالد
تمنيت ترجع الزحمة للصالة
تمنيت احد يناديني
صرت اجلس لساعات في الصالة مثل المنتظر في قاعات المطار صرت افضل جلسة الصالة اناجي طيف ابي يمكن المحه متكئ في الصالة
ياليت العمر يتوقف على حالة هناء جنب ابي
ياليت احس بالامان اللي عمري ما لقيته بعده
ياليت اسمع احد يسالني ايش فيكي بنتي وايش تريد بنتي
ياليت اسمع صوته من الصالة يناديني 
العرض الشجري
