العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المكتبة الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 28-07-2006, 06:06 AM   رقم المشاركة : 1
العالم_المجنون
( وِد لامِـــع )
 
الصورة الرمزية العالم_المجنون
 






العالم_المجنون غير متصل

Icon1 الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه...

عمر بن أبي ربيعة، نزار قباني، ومحسن الهزاني.. اشتهروا بالغزل الذي يختلط فيه الواقع بالخيال.. والشعر بالقصة.. والحب بالنرجسية..وهم كلهم كان لهم صولات في عالم المرأة.. فقد كانوا جميعاً محبين للنساء طبعاً ومزاجاً.. وكانوا أيضا وسيمين.. وشعراء.. وبارعين في الغزل.. ومع وجود صولات حقيقية لهم في عالم النساء.. إلا أنهما لم تكفهم ولم تغنهم.. بل أصابتهم بما يشبه الإدمان.. وجعلت حالتهم كحالة المدمن الذي يريد المزيد .. بل وجعلتهم (يهلوسون) في الخيال.. فعمر بن أبي ربيعة يذكر في شعره مراراً عدداً من النساء الجميلات اللاتي بمجرد ذكرهن له - حبا فيه - يظهر لهن وكأن عمر هنا المارد الكامن في مصباح علاء الدين الخرافي، وكأن ذكر النساء لاسمه بمثابة فرك ذلك المصباح..
بينما يذكرنني أبصرنني

دون قيد الميل يعدو بي الأغر

وتروى: ينعتنني.. بدل يذكرنني.. أي يصفن شكلي وغزلي وشعري!

وأخرى تقول: «ليت المغيري يأتينا.. فيطلع لها فجأة»!

وثالثة تقول: «لو أن أبا الخطاب وافقنا..» وفوراً يظهر ومعه البازي!

وعمر عاش في الحجاز في العصر الأموي، وقد أغرق بنواميه الحجاز وأهله بالترف والمال والأغاني ليصرفوهم عن السياسة، فتمثلت ظاهرة الترف آنذاك في عمر وشعره، إذ وافقت هوى في طبعه وأصالة في مزاجه، فأخذ يتغزل بالنساء ويشبب بهن، ويصف محاسن المرأة.. وهو غزل يختلف عن غزل العذريين أمثال مجنون ليلى وجميل بثينة وقيس بن ذريح، فهو غزل حسي يلتقي معه فيه تلاميذه من بعيد نزار قباني والشاعر الشعبي محسن الهزاني على اختلاف الصيغ والصور واتفاق الغرض والقصد وتشابه النفس والطبع.

لقد كان محسن الهزاني هو الآخر مغرماً ببنات حواء، وكان يمزج الواقع بالخيال، والشعر بالقصة، وكان هو الاخر مترفاً في زمانه ومكانه، فقد كان من أمراء الحريق، بل تولى إمارتها فترة يسيرة ثم تنازل عنها لابن خيه فلم تكن الإمارة شغله ولاهمه، كان جمال النساء يبهره، وحديثهن يحلق به، وكان يصنع في شعره معهن الحكايات التي بعضها صادق وبعضها خيال مختلق كما فعل صاحباه عمر ونزار.. ولاخير في هذا.. فأصدق الشعر اكذبه..

وقد كان أستاذ هذين الشاعرين، عمر بن أبي ربيعة، بارعاً في وصف مشاعر المرأة خاصة إذا كان يريد أن يرضي نرجسيته ويشبع غروره الذي لايشبع..

يقول في وصف كبرياء المرأة المحبة (طبعاً المحبة لعمر وهل هناك قمر غيره؟!):

خبروها بأنني قد تزوجت

فظلت تكاتم الغيط سرا

ثم قالت لأختها ولأخرى

جزعاً: ليته تزوج عشرا

وأشارت إلى نساء لديها

لاترى دونهن للستر سترا

مالقلبي كأنه ليس مني

وعظامي أخال فيهن فترا؟

من حديث نمى إليّ فظيع

خلت في القلب من تلظيه جمرا..!

وقد تزوج شاعر الغزل فعلاً!.. تزوج من (كلثم بنت سعد المخزومية) وقد غازلها فغضبت ونهرته فتزوج منها!

٭٭٭

وكان عبدالله بن عباس رضي الله عنهما - معجباً بشعر عمر، أما حماد الراوية فوصف شعر عمر بأنه «الفستق المقشر» وسمع جرير غزل عمر فقال: هذا ماكنا نطلبه فوجده هذا القرشي.. حتى الفرزدق - الشاعر الجلف - قال لعمر حين سمع شعره: أنت والله يا أبا الخطاب أغزل الناس!..

فقد كان مختصاً بالغزل يفصل فيه ويأتي ببعض على شكل قصص ومغامرات هو بالطبع بطلها!

أما محسن الهزاني فقد غلب على شعره الغزل والتشبيب بالنساء، ولكن له أشعار أخرى حسان، قال الأستاذ خالد الحاتم عنه: (هو الشاعر الكبير صاحب الغزل والنسيب عبدالمحسن الهزاني من الهزازنة أمراء الحريق، تولى الشاعر رئاسة الحريق مدة يسيرة وكان من الكرماء الأجواد ومن نوابغ نجد الأفذاذ.. ولد سنة 1130ه في بلدة الحريق وقد ناهز الثمانين) قلت وعمر بن أبي ربيعة مثله ناهز الثمانين، وكلاهما تاب قبل الممات وقال في ذلك شعراً، أي في التوبة، ومن شعر محسن الهزاني في الغزل:

مريت بخشيفات ريم يخوضون

سيل وللقلب المشفا يريفون

من حين ما شافني أرهاف الثنايا

أومن لي باطراف الاردان يومون

فهو يبدأ قصة كعمر.. فقد مربغينات كالغزلان الصغيرات، يلعبن في غدير جميل.. ويلعبن بالقلب.. وعرفنه (وهل يخفى القمر؟) فصرن يشرن إليه ويتضاحكن

وكن مشتاقات لرؤيته

قالن حيه قلت حي المحيي

قالن علامك تلتفت قلت مشطون

أي معلق القلب بكن..

قالن ترانا ثبت الله مقامك

ننذر على شوفك ونفرح بلامك

واليوم ياعذب السجايا علامك

مسعود في ذا الدار؟ قلت مفتون

قالن نسألك بالذي شرف البيت

وبجاه من له في دجى الليل صليت

من به بليت من الملا؟ قلت بقويت قالن بليت بحبها؟ قلت مجنون فالصبايا فرحن بمقدم شاعر الغزل، ولكن مهيآت لهذا فالجو ربيع وهن يلعبن في الغدير ويخضن فيه وتكمل صورة هذا المشهد بمقدم شاعر الغزل المشهور محسن الهزاني فيفرحن بقدومه فقد نذرن أن يرينه - على حد قوله - ويسألن: لماذا تبدو شارداً؟ فيقول إنني مفتون بحب قوت القلوب (قويت) (للتدليع) هنا تسلط الصبايا عليه أجملهن متحديات لها أن تنسيه محبوبته:

قالن لعفرا كنها ظبي لينه

منه اقربي كنك تبي تنشدينه

وارخي له الملثم عسى تقتلينه

قالت إلى مني قتلته تلالون؟

قالن لها وهي تغطرف من التيه

تمشي على شق والأخرى تمدريه

قومي فلك حق علينا ان قتلتيه

وقاموا لقذلتها بالأيدي يواسون!

قامت الصبايا بتسريح شعر هذه الصبية بسرعة لتبدو أحلى فتقتل شاعر الحب! وجاءت له تغريه:

«جتني كما بردية الما تخطا

مر تكشف لي ومر تغطا»

وهذا أملح وفيه دلال يقتل الشاعر المفتون بالنساء خلقة!

«لين ادعتني ما اعرف اليامن الطا

دهش ولا أدري وش هم يقولون»

لقد أذهلته بجمالها ودلالها فلم يعد يعرف الألف من الياء وقع في غرامها ونسي (قوت!!) وفازت الصبية بالرهان.. بالحق!..

٭٭٭

ونجد أن القصيدة السابقة لمحسن الهزاني تروى بشكل قصصي مثير، وهذا مابرع فيه عمر بن أبي ربيعة كقصيدته:

«كيف اصطباري عن فتا طفلة

بيضاء في لون لها ذي زبرج»

وقصيدته:

«وغاب قمير كنت أرجو غيوبه

وروح رعيان ونوم شمر»

وغيرهما.. والغزل يحلو بالتفصيل.. وعلى شكل قصة و«حواديت» ونجد مثل هذا عند نزار قباني أحياناً، كقصيدته «رسالة من أمرأة حاقدة» و «حبيبتي» و«طوق الياسمين»:

«شكراً لطوق الياسمين

وضحكت لي وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين... يأتي به رجل، إليك..

ظننت أنك تدركين!

٭٭٭

وجلست في ركن ركين..

تتسرحين..

وتنقطتين العطر من قارورة وتدمدمين

لحناً فرنسي الرنين

لحناً كأيامي حزين

قدماك في الخف المقصب

جدولان من الحنين

وقصدت دولاب الملابس

وطلبت ان اختار ماذا تلبسين

أفلي إذن؟

أفلي أنا تتجملين

ووقفت في دوامة الالوان ملتهب الجبين!

٭٭٭

وبدأت اكتشف اليقين

وعرفت انك لسواي تتجملين

ولمحت طوق الياسمين

في الأرض مكتوم الأنين

ويهم فارسك الجميل بأخذه

فتمانعين.. وتقهقهين:

لاشيء يستدعي انحناءك

ذاك طوق الياسمين»

وإذا كان في هذه القصيدة نغمة حزن فهو الندرة في شعر هؤلاء الثلاثة، فهم محبون للحياة، هائمون ببنات حواء، عاشقون لأنفسهم أولاً، على اختلاف في الشدة والعمق، ولكن فيهم مسحة من النرجسية، جعلت الخيال يطير بهم في فضاء النساء والقصص والغزل وحكايات كألف ليلة أحيانا..

وقد جعلنا هذا نظفر بشعر جميل من هؤلاء الثلاثة المبدعين، غفر الله لنا ولهم... آمين...


--------------------------------------------------------------------------------

منقول...







التوقيع :
قال جل وعلا...

أيحسب الأنسان أن يٌترك سدى.

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية