أستنشق هوائكَ ..فأختنق ..
أُطالع صحفك المنثوره .. أقرأ عناوينها ..
أجد صور لقتلى .. جثث ممزقه .. اشلاء متراميه
أتفكّر .. هل رأت عيناك هذه الصفحات بحضور قلبك ؟؟
أستنشق رائحة السيجارة التي كنت تنفُثُهَا هُنا فيزدادُ اختناقي ..
متى تدع هذا السم .. تتجرَعهُ أمامي ..كُل صباح ومساء فأموتُ أنا وتحيا أنت ..
أرى هُنا ساعتك وعطرك وأوراق (أعتقدتُ) بأنك نسيتها ..!!
وأتذكر لحظة خروجك وصوتي اليتيم حينما قلت (الله معك)
فجائني ردك:
(أريد ان يكون الغداء جاهزا في الثانية تماما .. سأمت تأخيرك ..أتفهمين !!)
هنا فقط لاأدري هل أقول نعم أفهم .. فأنا لست موقنه بأني أفهم ...
أتذكر بأني عرفتك وأنا أفهم وأنا أحس وأشعر ...
عرفتك وأنا أحمل قلب وأحمل أنسانية .. قُتلت هنا ..!!
أتذكر أنني كنُتُ شيئاً .. والآن لاأعرف هل أنا هو أنا !!
أم تحولتُ إلى شيئاً آخر بفضل قوتك وجهودك!!
بفضل صوتك الذي ترفعه لأنك سلبياً لاتملك غير الصراخ ..
ولالغة لديك غيره ..!!
لم تدع لي الفرصه بأن أفكر هل أفهم أم لا ...صارخاً (ألاتسمعين ماقلت ) ....!!
فلم يكن مني إلا أن أقول نعم أسمع نعم أفهم .. نعم كل شئ تقوله أنت نعم ..
حتى إن كان لا .. فتصبح لا نعم .. ونعم لا .. كل شئ ممكن ..!!
وألتفتَ خارجاً إلى شركتك التي علمتك لغة الأرقام ...
لغة الأسهم ... لغة البقاء للأقوى وللأقوى فقط ..!
بقيتُ بين رائِحة السيجاره وصُحفٌ مُتناثره ...
وكأس القهوه الذي طلبته ولم تذُق مِنهُ شربة واحده ..
فاضَ دمعي .. لا ألماً بل مللاً من روتينك ..
أبحرتُ في أفكاري ...
لم يقطعها إلا صوتُ فتحِ الباب بكل قوة .. وصوتُكَ الذي أعرِفهُ جيداً ...
ظننتُ أن الساعة الثانية وانا لم أُعِد الغداء بعد ..
نظرت إلى الساعة وقد سرت في جسدي قشعريرة فرأيتُها الثانية بالرغم أنها تُشير إلى الثامنة والثُلث !!
ولكن معك يتبدل الوقت غير الوقت ....
والزمان غير الزمان ...
(بقوتك) أعتقد أني معذورة لو رأيتها الثالثة عشر ولو أكتشفت زمناً آخر ...
تحولتْ عيناي من ساعة الحائط إلى عينيه ..
فوجدت الغضب واللعنات والجمل التي يريد قولها .. -ولكن- لايُسعِفهُ الوقت إلا ان يقول نصفها .. والنصف الآخر سيؤجلهُ على الغداء ليقطع وقته حتى يملأ معدته ..
أخذ أوراقه التي كنت أعتقد بأنه قد خرج وتركها ناسياً لها وأنا المخطئة لأني لم أذكره فكيف لي أن أنسى ..
ليس غريبا ان أصبح المُلامه ..وأن تنهال علي اللعنات ..!!
فقد صفعني حينما خسِر أحد أسهمه ..الذي لاأعرف عنها شيئاً إلا حينما سألت عن سبب هذا الهجوم فقال لولاكِ لم أخسر ..!!
نعم لولاي لم يخسر ولولاي لكان أغنى رجل وأعظم رجل .... لولاي لكن أنت أنت ..!!
ياله من ......!!؟
لاأدري كيف أصنفه ؟؟
ولكن الأهم ...هو أنا ؟؟
أنا ياترى كيف أُصنف نفسي ..!!
أمظلومه أم مقهورة أم أرملة مشاعر وأحاسيس أم مطلقة من العواطف ..
هنيئاً لمن تعيش في كنف رجل ..
وهنيئاً للمطلقة من رجل ...
وهنيئاً للأرملة من رجل ...
ولكن التي ليست بأحدى تلك الخيارات ...
ولاتعلم أين موقعها ..
هي وحدها ... أعتقد بأنها ...
:::......:::امرأه فقط بدون أي اضافات أُخرى:::......:::
امــرأة ... و ... شبه رجـــــــل !!
العرض الشجري
