كتب الاسير الفلسطيني الى ابنته الصغيره بيروت هذه الكلمات وهو خلف القضبان الحديدية ليعبر ولو بالقليل لتلك الطفلة بيروت التي تكبر وهي بعيدة عن احضان والدها ..
مع العلم ان هذا الاسير حكم عليه بالسجن مدة خمسين عاما ..
ياتري راح يلحق يشوف بنته واهله ..
لا حول ولا قوة الا بالله ...
صغيرتي بيروت
صغيرتي
أنا هنا في قبضة القيد
في قسوة اموت
وحتى النبات والورود
فوق عتمة الجدران
والسكون
واقدر ان الوان الزهور
تغيرت
وغارت معالم الياقوت
كأنما احرقت فيها الزيوت
وحتى هنا الاحلام والنجوى
جروها صقيع الموت
من دعاء القنوت
جميلتي الصغيرة
اكتب اليك حبيبتي
شوقي
من ذبذبات الاهات في
مخدعي
من خلف اعندة الظلام
وعتمه الباستيل
من قلب ضمة القبر
من ارض عزرائيل
اكتب اليك من فلسطين
الجميلة
من فلسطين السليبة
من صحرائها النحيبة
حسرتا على جرحها العميق
صغيرتي بيروت
هيا اضحكي ابنتي
فالبسمة الخجلي على شفتيك
بلسم يشفي الجروح
هيا اقذفيها وأنشدي
قبل ان يخطف القيد شكلي
وتزداد الجروح
اواه لو تدرين مااخفي
من الحب في قلبي الحزين
ومانفق من الدمع من الليل الى الفجر وقلبي ينوح
زهرة حبي بيروت
اكتب اليك من جرحي وصمتي
اكتب اليك ونفسي تود الكتابة
على قدر ايام الرحيل
ولكن المسموح به هاهنا
اقل بكثير من القليل
فلدي بحار من طيب الكلام
وبلاد من اغاني السلسبيل
فلا يسعفني قلم
ولا الورق يشفيني من العليل
وابكيك وتبكي فراقي المناديل
فقد انفقت دمعي في حزن قلبي
وما وجدت عزاءا غير شدوي
اليك
وغير خطي بحبي اليك يفتح
اكتب اليك حبي بيروت شيئا من حنيني
وارسلها على جناحي هديل
مغمسا بالندى بالشذى بالشعور النبيل
فكل مافيكي عظيم
وكل مافيكي جميل فماذا اقول اخرى
وحبي اليك كحب الشمس لساعات الاصيل
وكيف لا اشكي السحار
واشكر النسيم العليل
واشكر الطيور
شكر القبور لاشجار النخيل
مع حبي