مقاله اعجبتني و وحبيت انقلها لكم
======================
مع مرور الأيام وانشغال كل من الزوجين بسبب الأعمال ومتطلبات الأطفال يزداد انشغال الأب
بجمع المال أما الأم فهي منهكة بسبب عملها إن كانت عاملة وتربية الأطفال.
ومن ثم يصبح الزوجان في دوامة الحياة ولا يلتقيان إلا ساعات معدودات حين الغذاء أو قبل الخلود
إلى النوم، ويبدأ الملل في التسلل إلى حياتهم ليقتل الحوار بينهم، ولا أقصد الملل من الوقت،
بل الملل العاطفي، وتتحول علاقة الزوجين من حبيبين إلى علاقة زوجية رتيبة فلا يرتبط كل منهما
بالآخر إلا لوجود الأطفال وتبدأ حياتهما الزوجية في الاحتضار،
ويتساءلون بعدها أين ذهب الحب الذي كان؟ أصبح رفاتاً لا يمكن إحياؤه!
إن الزوجين اللذين يفتقدان لغة الحوار بينهما هما في الحقيقة غريبان في بيت واحد،
يجهلان عن بعضهما البعض أكثر مما يعرفان بكثير، وإذا كان المثل الحكيم يقول: تكلم حتى أراك.
فإننا نقول: تكلم حتى يشعر بك شريكك، وتشعر به.
حاجتنا شديدة وماسة لتعلم فنون الكلام، وحاجتنا أكثر ربما بتعلم فن الإصغاء.
وهناك أسباب أخرى لتفقد لغة الحوار تكشفها الملابسات الزوجية اليومية، فقد يخشى أحد الطرفين
أو كلامهما من تكرار محاولة فشلت لإقامة حوار من قبل أو أن تخاف الزوجة أن تطلب من الزوج، أو تتحرج،
إذ ربما يصدها أو يهمل طلبها، أو يستخف به كما فعل في مرة سابقة، وقد ييأس الزوج من زوجة لا تصغي،
ولا تجيد إلا الثرثرة أو لا تفهم وتتفاعل مع مايطرحه.
الخوف من رد الفعل أو اليأس من تغيير طباع الطرف الآخر يجعل من إيثار السلامة بالصمت
هو الحل، وهنا يكون عدم الحوار اختياراً واعياً. لكي تدفع إليه ظروف خفية، أو تمنعه المشاغل،
ولم ينتج عن أهمال أو تناسٍ. والمبادرة هنا لابد أن تأتي من الطرف الذي سبق وأغلق باب الحوار
بصدٍ أو إعراض أو عدم تجاوب. إن التحاور والتشاور يعني طرفين أحدهما يستمع و الآخر يتحدث ثم العكس،
وهذا لا يعني أن أحدهما يرسل طوال الوقت أو يُتوقع منه ذلك، والآخر يستقبل طوال الوقت،
أو يُنتظر منه ذلك، وتكرار المبادرات بفتح الحوار ومحاولة تغيير المواقف السلبية مسألة صعبة،
لكن نتائجها أفضل من ترك الأمر، والاستسلام للقطيعة والصمت.
إن الحياة الزوجية هي الحب بمعناه الأشمل الذي يأخذ بين الزوجين معانٍ أعمق وأرحب مما يأخذ بين غيرهما،
ولابد أن يستمر الحوار بعد الزواج ففي فترة الخطوبة ومابعدها –حتى الزفاف-، يمكن أن تستمر المكالمات الهاتفية
بين الطرفين لساعات ثم بعد الزواج يقولون: لا يوجد كلام نقوله !!!
إن فعل الكلام علامة على التواصل، بينما عدمه دليل على انقطاع التواصل بكل أشكاله
سواء كان فكرياً أو روحياً، والصمت حين يسود فإنه يقتل الحب،
ومن ثم يفنى التفاهم وتنهار الحياة الزوجية.
كتبه/ أحمد عبدالظاهر