نجأر إليك يا ربنا جأر المظلومين
الحمد لله, نجأر إليك يا ربنا جأر المظلومين, نستغيث بك يا ربنا استغاثة الغرقى, نستنزل فرجك يا ربنا فقد خنقنا دمع حزين, الحمد لله,فرج عنا ما نحن فيه, أعذنا من مضلات الفتن, اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون, ناجاه المكروبون فأنجدهم وناداه الأبعدون فقربهم, وهتف به المشرفون على الهلاك, فأنجاهم, وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين,
وأشهد ان لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله, هتف بالحبيب القريب, مكلوم الأعقاب, سخي العبرات, مهموم الفؤاد, أشكو إليك بثي وحزني وضعف قوتي وقلة حيلتي,وهواني على الناس,يا إلهي وإله المستضعفين إلى من تكلني؟إلى عدو يتجهمني,أم إلى قريب بعيد ملكته أمري,إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي.
أيها المسلمون,
حتام نظل نموت بلا ثمن,
حتام تسيل دماؤنا أنهارا,
حتام يموت أحدنا أسيفا مقهورا متحسرا؟!
حتام ننام على ذل ونستيقظ عليه,
حتام نظل نعلق آمالنا على مشاجب أعدائنا الراحلين منهم والقادمين؟
حتام نركن إلى الكفار أيهم يشفق علينا,
حتام نقول رحل فلان الكافر, فلعل القادم يكون أرحم بنا؟
حتام يظل هذا الكافر المجرم قائدا لسرب العميان منا,
حتام نظل غائبين عن منتديات حضور قمم الرجولة؟!
حتام تظل هذه الأمة فاقدة للوعي, مهيضة الجناح, مكسورة الخاطر, حزينة النظرات, مطأطئة الرؤوس,
حتام نظل نبني قصور الأحلام في سرادقات الظلام, ظلام الأعداء, وظلام الغادرين وظلام الحكام الأقزام,
حتام تظلنا هذه الفتن العمياء فيقتل بعضنا بعضا حقدا وغدرا وانتقاما وتصفية حسابات,
يا حسرة عليك يا أمة الإسلام ينهدون إلى ديارنا من كل حدب وصوب يعيثون فيها الفساد؟ ما لي أراهم يوفضون إلينا حاقدين مبغضين مسعورين موتورين وقد استهتروا بنا أيما استهتار, ما لي أرى إبليس أمريكا يهبط إلى الأردن يستدعي عبده العراقي ليمثل بين يديه, أي مؤامرة جديدة تدبر؟ ما لي أرى أسقف الفاتيكان الغادر سينزل في أيا صوفيا في استانبول,وهل تضغط أوروبا على تركيا لإرجاع أيا صوفيا كنيسة كما كانت من قبل الفتح, وكشرط لدخولها السوق الأوروبية المشتركة,من أغرى بنا كفار الأرض غير نذالة حكامنا وغير خيانتهم,من ألب كفار الدنيا علينا غير سكوتنا على أراذلنا, من أذرأهم علينا غير تنكيل حكامنا بخيارنا ومجاهدينا وأحبابنا؟؟ من أتى بهم إلى بلادنا غير تقصيرنا في ان نكون.
أيها المسلمون،
في زمن النذالة, في زمن استكانة الرجال, في زمن الاهتراء يصير الأعزل أكثر رجولة من المدجج بسلاحه حتى أم أذنيه, فقد صارت الجيوش العربية والإسلامية ضباطها وجنودها أشباه رجال, بل ربات حجال, وصارت طائراتهم ودباباتهم ومدافعهم خرساء كأصحابها, وسلمت القيادات زمام أمرها لعدوها يجرها بنسعتها إلى زرائب الهوان.
تصوروا معي هذا المشهد نساء غزة وأطفالها والعزل من أبنائها يشكلون دروعا بشرية لحماية بيوتهم من قصف يهود,
ومن قبل كانت نساء بيت حانون رجال هذا الزمان, واختبأ ضباط النياشين وجنود الاستعراضات وقادة التشريعات في جحور الضباب,
فمتى تفيقون يا أهل الشوكة فينا,
ألا تثير حميتكم نساء بيت حانون,
ألا تفور مشاعركم مناظر المئات من المستضعفين يحمون دارا من قذيفة غادرة أو غارة مجرمة,
ألم يخطر ببالكم ولو للحظات أن يقوم العدو بإبادة هؤلاء المستضعفين وتحويلهم إلى أشلاء,
وممن يخاف,
أمن سيفكم البتار؟؟
أم عنده وازع أخلاقي,
أم تردعه قيم ومبادئ,
أم يحسب حسابا لطائرات المسلمين ودباباتهم المهترئة في مرابضها,
أم يرعبه عشرات الملايين من جند المسلمين المختبئين تحت عباءات حكامهم المتدثرين بذلهم والمتلفعين بصغارهم,
ما الذي يوقظكم,
أمناظر دمائنا في العراق وفلسطين فقد صارت شلالات وأنهارا,
أأشلاؤنا في بغداد,
فقد صارت تلالا,
أحطام ديارنا في بيروت وبغداد وغزة,
فقد تحولت أطلالا, أدموعنا الهاتنه؟
فقد جفت والله مآقينا,
ما الذي يوقظكم أجيبوا أيها الصامتون ؟؟!
استنفر علي رضي الله عنه الجيش لقتال أهل الباطل, فقال لهم أيها الناس استعدوا للمسير إلى عدو في جهاده القربة من الله ودرك الوسيلة عنده, إذ هم أعداء الله حيارى, في الحق جفاة عن الكتاب, نكب عن الدين, في طغيانهم يعمهون, وتوكلوا على الله فكفى بالله وكيلا, فلا هم نفروا ولا تيسروا فتركهم أياما, حتى إذا أيس منهم أن يفعلوا, دعا رؤوساءهم ووجوههم فسألهم ما بالكم؟ فمنهم المعتل ومنهم المكره ومنهم المعتذر, فغضب رضي الله عنه وقام فيهم خطيبا, عباد الله, ما لكم إذا أمرتكم أن تنفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض, أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة, وبالذل والهوان من العزة, أو كلما ندبتكم إلى الجهاد دارت أعينكم كأنكم من الموت في سكرة, وكأن قلوبكم مألوسة, فأنتم لا تعقلون, وكأن أبصاركم كمه فأنتم لا تبصرون, لله أنتم ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس, في السلم أعيار جفاء وغلظة, وفي الحرب أمثال النساء العواتك, ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي, ما انتم بركب يصال بكم, ولا ذي عز يعتصم به وإليه, لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم, إنكم تكادون ولا تكيدون وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون, ولا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون, إن أخا الحرب اليقظان ذو عقل, وبات لذل من وادع وعلب المتجادلون, والمغلوب مقهور ومسلوب, يا أشباه الرجال لقد ملأتم قلبي قيحا لوددت أني لم أعرفكم.
أيها المسلمون,
أف لزعماء لنا لا يملكون قراراتهم إلا بإذن من الكافر, أف لحكام لا يساوون في ميزان العزة شروى نقير, ألا يخجلون على أنفسهم فيرحلوا عنا فيريحونا ويستريحوا, أين قراراتكم الكرنفالية في دعم شعب فلسطين, أم أنكم لا تملكون قرارات التحويل إلا بإذن من أمريكا, أليس من الأجدر لمن ظهرت عبوديته على رؤوس الأشهاد أن يحافظ على بقية ظفر من كرامة وأن يلوذ بمخبئه لأنه فاقد الأهلية ولأنه فاقد للأهلية, وفاقد الأهلية بالضمة فقط قد فقدها الآن ولكن قد تعود إليه, وأما فاقد الأهلية فقد فقدها اليوم وغدا وإلى الأبد.
وعتبي عليكم يا علماء المسلمين, عتبي عليكم وأنتم تتلهون بسفاسف الأمور ومحقراتها فتجتمعون من كل أصقاع الأرض اليوم لتجثوا ختان الإناث, وكفار الأرض مشغولون بل ومنشغلون بتخنيث عزتنا وتخنيث كرامتنا وتخنيث أسقيتنا, متى تقرعكم قارعة الصحوة؟
متى ترجف راجفة الوعي, متى تتخلصون من دثار الحرام الذي ألبسكم إياه حكامكم؟!
وعتبي عليك يا مفتي فلسطين, يا ذا العقل الراجح, فهل التقاء الديانات السماوية على التوحيد يشكل عندك الأرضية لالتقاء أتباعها, أهكذا كلام يقوله عالم يخاف الله واليوم الآخر, وإذا كانت التوراة والإنجيل والقرآن من مشكاة واحدة, فلكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا يا شيخنا, أفبعد رسالة الإسلام لقاء مع اليهود والنصارى؟ أما تدبرت قول ربك, ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم, يا شيخنا الجليل, لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة, يا عزيزنا, إقرأ وتدبر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار, والمسلمون والمشركون لا تتراءى ناراهما, لو غيرك قالها أيها الطبيب,اتق الله, لن ينفعك من تزلفت لهم, لن تنفعك هرطقات حكامك من الإخاء اليهودي والإسلامي والنصراني, اصح من نومك، استيقظ, كن واعيا, اتق الله, أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون.
أيها المسلمون,
أيقظوا نائمكم, استنهضوا هممكم, أفيقوا من سكرتكم, أجمعوا أمركم, لموا شعثكم, ردوا شاردكم, استجيبوا لربكم, استحضروا ماضيكم التليد, واستشرفوا غدكم الواعد العزيز, استنطقوا أمجادكم, خاطبوا الأثير, نازعوا الجوزاء في أفلاكها, وأنزلوا الثريا من عليائها, ونافسوا النجوم في مداراتها, أوقدوا على مراجل الكرامة, أكرموا ذواتكم, أزيحوا عنكم غوائل الردى, ابتعثوا من بينكم جنتكم, وارتضوا لعزتكم أميرا يقودكم, وأنيبوا عنكم خليفة يحكمكم بشرع ربكم, بايعوه على الطاعة, فلا أسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بأمير ولا أمير إلا بطاعة, وهذه لعمر الحق أغلى بضاعة, بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون .
ـــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذن الله