على مشارف صفوف حياتي .. رسمتُ حياتي ..
عشتُ حياتي .. انتظرت مماتي ..
على مشارف صفوف حياتي ..
ركضت .. فرِحت .. حزِنت ..
لعبتُ حتى تعبت ..
رسمتُ الجميل من ذكرياتي ..
دفنتُ الأمرّ من احتضاراتي ..
شيّدتُ قلاعاً كبيره من الطين .. على شواطيء طفولتي ..
ودمّرتها الأمواج بشكلٍ مُهين .. كانت تستفز رجولتي ..
شاهدتُ نفسي كما عهدتُ نفسي ..
انتظرت غدي .. كما ودّعتُ أمسي ..
راقبتُ المرارة في رحيل قمري ..
استقبلتُ الحرارة في قساوة شمسي ..
حفرتُ بيديّ قبري ..
رسمتُ في مخيّلتي قدري ..
ورأيته قاسي .. منذ ابتدأ عمري ..
كريحٍ غاضبة .. تائهة ، هائجة ..
أضاعت دربها .. فأتتني قادمة ..
استباحت أرضي .. حطّمت حصوني ..
واقتلعت شجري ..
علّمتني بأن الحديد يشتت الجليد .. بضربة واحده ..
أخبرتني بأن النار تبتلع الأشجار .. بشرارة واحده ..
وأخرجت كل ماكان في صدري ..
كنتُ تلميذاً فذاً في صفّ هذه الريح ..
أذهلتها مشاركةً .. وأغرقتني مديح ..
سألتها : كيف للمرء أن يستريح ؟
أجابتني بـ " كن مثلي .. أنا الريح ..
راحتي في تعاسة غيري ..
سألتها : أأجهد نفسي ليحزن الآخرين ؟
هل يُعقل هذا ؟ .. أترينهُ صحيح ؟
أجابت :
أحدد مصير الآخرين .. قبل أن يحددوا مصيري ..
أغرقهم في بردهم .. قبل أن يرسموا هجيري ..
هكذا هي الدنيا .. الأقوى بها .. جديرٌ بالإحترام..
هكذا هي الدنيا .. الساذج بها .. يستحق الحُطام ..
كن فيها كالغيث .. وانهمل دونما توقف ..
كن بها كالبحر .. اعتلي دونما تقشّف ..
إن غلبتك السنين .. قبّل وجنتيها .. وحطّم الأيّام ..
إن غلبك الحنين ... غادرهٌ .. وعش في الأحلام ..
اقتل الآخر قبل أن يجرحك .. أُحزن الآخر قبل أن يُفرحك ..
افعل هذا .. وسيكتبك التاريخ .. بطلاً .. عاشته الأيّام ..
افعل هذا .. وستذكرك الدنيا ... هرماً .. سطّرتهُ الأقلام ..
علّمتني الريح كل هذا .. ونسيت أن أخبرها الطريف في طفولتي ..
ففي النهاية من كل عام دراسي ..أفرح كثيراً بنهايته ..
و أكسر زجاج سيارة مُعلّمي القاسي ..