صبراً على الشوكِ حتى أبلغ الغُرَفَا
لعلّها في انتظاري قلبها تَلَفا
فارقتُ جمعي ويممتُ المسيرَ لها
فكلُّ شيئٍ بقلبي نحوها انجرفا
صدحتُ شوقاً بها صبحاً وعند ضُحى
وفي الغروبِ جنونُ اللحنِ قد عُزِفا
فارَ الفؤادُ ومارَتْ فيهِ نظرتُها
مُقلقلٌ ليس يدري بعدها الهدفا
صبّتْ على تُرْبتي من مُزنِ غيمتها
أسقتْ نخيلي وأزهتْ فوقها السعفا
فاقتْ بهاءً وصار النجمُ يحسدها
نورٌ ولكن بأطراف العيونِ كفى
صاغتْ شعوري على أوقاع رغبتها
فصرتُ في يدها تستعجِنُ الخزفا
فاحتْ عبيراً إذا ما أقبلتْ سعُدتْ
وحين تدبرُ شمشٌ نورها انكسفا
صفا بها زمني من بعد علّتهِ
يحلو الرضاب إذا من ريِّها ارتُشِفا