كنت اقرأ خبرا وأرى صورة..
طفلان يسيران خلف نعش أمهما وهما يبكيان..
طفلان عاريان..
أردت أن أشاركهم أحزانهم..واخفف من مصابهم..
ولكن هيهات..
فشاركتهم بوجداني..
وحاورتهم بقلبي..
وتركت الأسطر والمحابر..
وسيلتي لأشاركهم مصابهم الجلل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
طفلان خلف أمهما..
يجران أسمالهما البالية..
يبكيان لسبب ودونما سبب!!
طفلان هما.
أخت وأخاها.. ولربما أختها..
يسيران خلف أمهما حافيان ..
الطريق شاق ومزدحم..
يالقسوة هذه الأم..
لماذا لم تلتفت لهما.. ولم تلق لهما بالا ؟؟ً
طفلان بائسان..
تظللهما سحابة من الكآبة..
تشابكت أيديهم ..
وارتفع صراخهم..
ماما.. ماما.. ماما..
يالقسوة هذه الأم!!
أم تسير قبل طفليها..
أم أغلقت أذنيها ولم تسمع نداء أطفالها..
لم تبادر نحوهما بأية التفاتة..
مابالها وما بالهم ؟؟
أم وطفلان كلهم بائسون..
رسمت الحياة طريقها في ظاهر أجسادهم..
ونقشت الظروف بداخلهم اجلَّ معاني البؤس والشقاء..
ويعلو الصراخ ويزيد النداء حدة..
وما من مجيب ..
طفلان هما..
يسيران خلف أمهما..
يناديانها دون أن تجيب..
وأتى لها أن تجيب..
وقد سبقهم إلى قلبها من هو أقوى منهم!؟
فاستولى على قلب الأم..
وقضى على الرحمة بداخلها ..وللأبد ..للأبد..
طفلان لايزالان..
لقد فقدوا آخر قلب كان سيرحمهم وآخر عين كانت لتدمع لهم ..
في أعماق الظلام.. وفي بواطن الجهل.. في وديان المجهول..
في العراء وبين وحوش الفلاة..
في مجاهل القارة السمراء..
بل السوداء..
ابسط حقوقهما البكاء..
وكيف لا يبكيان..
طفلان هما..
يسيران خلف أمهما..
في زحمة الحشود المتوافدة..
سوف يشهدان هذا اليوم..
ويسيران غير آبهين بأخطار الطريق..
خلف نعش أمهما..
بأسى بالغ..
ودموع كالمطر ..
وصراخاً ليس كالصراخ..
طفلان يسيران،،،،،،،،،،،،،