خرجت كعادتها صباح كل يوم لا يجول بذهنها سواء كيف تحقق آمنيه والديها الكرام تحتضن بين يديها أحد المراجع الذي تحتاجه لهذا اليوم بكل حنان ورقه تلف حولهُ ذراعيها النحيلتان وتغطيه بخصلات شعرها المنسدله على كتفيها وتلامسه أحيانا بشفتيها الرائعتين ذوات اللمعه الجذابه . تنظر يمينا برهة وشمالاً برهة أخرى ، تسير بخطوات طويله أذا تذكرت ضرورة الوصول باكرا وما أن تتذكر أنها أنثى يجب أن يكون فيها شيء من النعومه تعمد إلى قصر خطواتها وتبتسم ابتسامة ناعمه هادئه تعجباً من تصرفاتها الطفوليه رفعت عينيها إلى الأمام رأت مجموعة من الناس وقد تجمهرو حول شئ ماء اقتربت منهم وارسلت بنظرها إلى مركز نظرات عيون ذلك الجمع فرأت هناك شاب في ريعان شبابه ملقى على الأرض ينظر في الوجوه وكأنه يبحث عن وجه يعرفه ليستنجد به ويطلب منه أن يحن عليه ويمسك ولو بيده ليخفف عنه ما يعاني من آلم يعتصر أحشائه ويطحن عظامه عرفت انه تعرض لحادث أليم فسئلت احد الطفيلين ما به ؟ أجابها بحزن مالبث أن تحول إلى سرور لأنه وجد فرصة للتحدث عن حادث أو مصيبه لشخص ما. لقدصدمته سياره !! أعادت نظراتها إليه فرأت في عينيه كل عبارات الألم بكل اللغات ونداءت الاستغاثة بكل اللهجات أملا في احد فهمه ناسيا من آلمه ان لغة العيون دئماً مفهومه لكل الناس بينما هو كذالك أحس بيد حنون تمسح على رأسه، رفع بصره ببطئ أغمض عينيه وفتحها بسرعه غير معقول أنها هي أنها هي !!! انها من ينتظرها في هذا المكان كل صباح ليروي ظمئه ويبرد شوقه برؤيتها من بعيد أنها من كان قد أصر وعزم على أن يعترف لها اليوم بحبه بعد صبر طويل وانتظار ليس بقليل أنها حبيبته التي رسم صورتها على جدران غرفته وعلى صفحات دفاتره إنها حبيبته التي كان يردد اسمها بينه وبين نفسه مراراو مع أوراقه تكراراً ومع وسادته كل ليله . انه عشقه وهيامه انه روحة وحلمه في صحوته ومنامه . لطالما تمنى أن تحضنه بدلا من صفحات مذكراتها إنها من عزم على بناء عشه السعيد معها واسقاء زهوره ووروده بصدق حبه وإخلاصه لها مدى حياته . أنها جنونه وفتونه منذ أن رأها لأول مره في هذا الشارع قبل ثلاث سنوات . نعم انها حبه . نظرت إليه بحنان ومحبه لم يرهما في عيني احد من قبل . وضعت يدها الناعمه على جبينه والأخرى على صدره لتحسسه بالأمان وتمتمت بهدوء سوف تكون بخير ستصل سيارة الإسعاف حالاً ويتم إسعافك وسوف تعود إلى حياتك لا تستسلم أرجوك أن تتماسك من اجل من يحبونك وينتظرون عودتك تماسك من أجل آهلك . أجابها بلهفة العاشق وحنيه المحب وشوق المغرم الولهان في ضعف واستجداء سوف أتماسك من أجلك أنتي فقط أنتي حبي وأملي في هذه الدنيا أنتي التي كنت ابحث عنها بين الوجوه أنتي التي كان قلبي يناديها بكل دقه من دقاته حبيبتي كنت انتظرك هنا لأعترف لكي بأني احبك أعشقك وأهواك . أتنفس حبك وأعيش من أجلك وهأنا ذا ...... قاطعته بحنيه لن تموت لا لن تموت ستعيش من اجل أحبائك وتحقيق أمالك . تمتم بهدوء لا أريد أحباب سواك ولا أريد أن أعيش ألا من أجلك فأنتي .... حبيبتي هل تحبينني ؟ أجيبيني فلم يبقى لدي وقت كاف للانتظار ؟ نظرت إليه بعطف وحزن ولم تستطع الاجابه فهذا شي جديد عليها فلم يسبق لها أن وضعت في مثل هذا الموقف . مااصعب أن تكون تلك الفتاه البريئه ذات الشخصيه الطفوليه في موقف كهذا . إنسان في لحظه احتضار يعترف بحبه لها ويطلب منها أن تريحه بكلمة واحده ألا أن تلك الكلمه ليست كأي كلمه فهي يجب أن تخرج من القلب لتصل إلى القلب وهذا هو ما صعب عليها الأمر . كيف تقولها دون أن تكون بداخلها أجل هي تحس بالحزن بالألم بالأسى على مصير هذا الشاب ذو الملامح الرائعه والوسامه الفاتنه ذو النظرات الجذابه والهمسات الساحره والابتسامه الحنونه !!! رفع يده وامسك بيدها التي وضعتها على صدره وأخذ يضغط عليها بما تبقى لديه من قوه فأحست بقلبه يدق بسرعة فائقه وكأنه يقول لها بسرعه بسرعه اريد تلك الكلمه . فكرت قليلا وقالت في نفسها لماذا لأقولها له فهو في حاجة إلى أي كلمة تساعده على تحمل ألمه . تمتمت بصوت منخفض نعم احبك . لحظتها ازدادت دقات قلبه تحت يدها ونظرت إلى عينيبه فرأت دمعة تكاد تخرج تصحبها ابتسامه خافته مليئه بالحزن والألم رغم محاولته اظهار سروره لما سمع ألا انه يعرف أن تلك الحروف الاربعه ليست من قلبها قالتها حزن وعطفاً على حالته البأئسه ونهايته المؤلمه . ولكنه سعيد فقد كانت اخر لحظات حياته بين يديها وهو ينظر إلى عينيها وفجئة ودون مقدمات سمعته يقول أحبك أحبك أحبك اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله . وقبض بيده على يدها ببطئ ثم أحست بسكون تلك الدقات التي كانت تتراقص تحت يدها فرحناً بقربها منها . عندها أخذت أنفاسها تتلاحق وبدءت دموعها تتسابق على خديها وتتساقط لتغرق وجهه المبتسم . أخذت تتأمل ذلك الوجه الذي كان يقف كل صباح في انتظارها لتمر منذ ثلاث سنوات نعم تذكرته انه كل يوم كان يقف في هذا المكان دون أن يحاول إزعاجها أو أن يرمي أي كلمة عليها كغيره من من تصادفهم في طريقها إلى الجامعة كل يوم لجمالها الفتان الذي يجبر كل من يراها على التعبير عن أحساسه تجاهها وأعجابه بما يراه من روعه . نعم انه هو !!!! في تلك اللحظة وصلت سيارة الإسعاف ولكن بعد ان فات الأوان بعد أن توقف ذلك القلب الحنون الذي ذاب فيها حبا وبعد أن زرع بذرة حبه داخل قلبها الصغير نهضت وعادت أدراجها إلى منزلها ودموعها لا تزال تنهمر على خديها دون تردد أو انقطاع . مااصعب مأرات ومأمر ما عانت من لحظات وماأشد مأستعاني من تلك الذكرى الأليمه .
أنولد حبه ومات وتوحبه صغير
ليش ياموت ما أخذت واحد غيره
فيه ناس لو تموت في موتها خير
أخذت من حبيبي وعشت بعد بحيرة
انكسر قلبي في أول خطوات المسير
والعين هلت دمعها مثل غيمه مطيره
|