إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد:
فإن الحديث عن أهمية التربية ودورها في إعداد المجتمع وحمايته ليس هذا مكانه ولا وقته
فالجميع يدرك أن التربية ضرورة ومطلب ملح أيا كان منطلقه وفلسفته التربوية
والمجتمعات كلها بأسرها تنادي اليوم بالتربية وتعنى بالتربية والحديث عنها
ولعلنا حين نتطلع إلى المكتبة نقرأ فيها من الكتب الغربية أكثر مما نقرأ فيها مما صدر
عن مجتمعات المسلمين مما يدل على أن التربية هما ومطلبا للجميع بغض النظر عن فلسفتهم التربوية وأولياتهم.
الأمر الأول: أثر الأسرة في التربية
فالأسرة أولا هي الدائرة الأولى من دوائر التنشئة الاجتماعية، وهي التي تغرس
لدى الطفل المعايير التي يحكم من خلالها على ما يتلقاه فيما بعد من سائر المؤسسات
في المجتمع فهو حينما يغدو إلى المدرسة ينظر إلى أستاذه نظرة من خلال ما تلقاه في البيت من تربية، وهو يختار زملاءه في المدرسة من خلال ما نشأته
عليه أسرته ويقيم ما يسمع وما يرى من مواقف تقابله في الحياة من خلال ما غرسته
لديه الأسرة، وهنا يكمن دور الأسرة وأهميتها وخطرها في الميدان التربوي.
فليتنا ندرك مانغرسه بأبنائنا ولانلوم المجتمع في النهاية ونحن بنينا هذا المجتمع بيدينا |