العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-12-2002, 04:38 AM   رقم المشاركة : 1
awwa2002
(ود مميز )
 






awwa2002 غير متصل

ماذا تفعل الأم حينما يُضْرب ابنها من قبل الأطفال؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما هو دور الأم حينما يُضْرب ابنها من قبل الأطفال؟
هل تشجعه على استرداد حقه وضربهم أم تعلمه خلق التسامح؟
وهل سيؤثِّر ذلك على شخصية الطفل؟
وهل سيختلف الحكم في ذلك إذا وُجِد الطفل في بيئة غير مسلمة؟
وجزاكم الله خيرًا.
ملاحظة: السؤال عام تطرحه عليَّ الكثير من الأمهات.

هناك عوامل يرجع إليها انقسام الأطفال بين انطوائيين ومنسحبين وسلبيين في الدفاع عن أنفسهم، وآخرين يتمتعون بالدافعية لأخذ حقهم، وهذه العوامل بعضها يرجع إلى الوراثة وبعضها يرجع إلى البيئة.

أما الوراثية فيمكن معرفتها مع بلوغ الطفل سنة ونصف، فمن خلال ملاحظة ردود أفعال الطفل المختلفة تجاه العدوان الخارجي الموجَّه إليه من غير الوالدين يمكن استنتاج هل استعداده الوراثي في اتجاه الانسحاب والانطواء أم الدفاع والمواجهة؟
أما العامل البيئي فيرتبط بردود أفعالنا كمربين ومسؤولين تجاه محاولات الطفل الأولى الإيجابية خلال سنته الأولى للدفاع عن نفسه بأي صورة.

فإذا كان رد فعل الوالدين تجاه محاولات الطفل هذه دائمًا العقاب الشديد سواء البدني أو اللفظي - فمثلاً يصدر منهم ألفاظ، مثل: "عيب"، "غلط"، "لا يصح" - إما انطلاقًا من مراعاة الناس أو الفهم الخاطئ بأن ردع رد فعل الطفل هو السبيل الأمثل لتنشئته طيبًا متسامحًا، فإن ذلك يزرع بذور الانطواء والانسحاب في نفس الطفل.

وأعود للإجابة عن سؤالك:
الأمر بسيط وتعالي معًا نسترجع قوله تعالى: "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِين" (البقرة: 194).

إذن فدورنا كآباء لا أن ندفع أبناءنا للتسامح أو القصاص، وإنما نعلمهم الضوابط العامة التي يستطيعون على أساسها أخذ القرار مع من يتسامحون وممن يقتصون؟ وهذا هو دورنا.

1 - حتى بلوغ الطفل السنة والنصف - السن المناسب لبدء تدريب الطفل وتعليمه -لا بد أن نعطي الطفل الفرصة والحرية ليتقص لنفسه ولكن بشكل بسيط، وعلينا أن نحتمل ذلك، فمثلاً عندما نراه يعنِّف الصغار من حوله أو يضربهم أو يدفعهم أو حتى علينا - آباء وأمهات – أن يقتصر توجيهنا في تلك الفترة على التوجه اللفظي البسيط بعبارات الحب الخالية من أي نبرة زجر أو عنف بعبارات، مثل: "ماما حبيبتك لا تضرب"، "أخوك حبيبك"،... إلخ.

2 - بعد السنة والنصف تبدأ عملية التربية والتهذيب والتدريب ومساعدته على معرفة مع من يتسامح ومن يقتص؟
ابتداء نقسِّم الناس إلى معتدين وغير معتدين، والمعتدين منهم الغريب الذي لا أعرفه، والقريب "الأصدقاء – الأقران – الإخوة…". أما المعتدي الغريب فهذا من يجب أن أقتصَّ منه؛ لتوفر نية الاعتداء لديه "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُم""،و لا يختلف الحكم في ذلك إذا وُجِد الطفل في بيئة غير مسلمة.

- وماذا عن الأقران وأبناء الأقارب والأصدقاء؟

إذا اعتدى أحد منهم على الطفل، لا مانع من ترك الطفل ليقتص لنفسه بشكل بسيط، ويأتي دورنا للتدخل السريع لتهدئة النفوس، وبكل الحب والتفهم نشرح للطفل أن القريب ليس كالغريب فهو لا يعتدي متعمدا وإنما كان منساقًا وراء انفعاله وغضبه، وأقول له: "إنه يحبك ولم يقصد إيذاءك، وإنما كان لغضبه على غير طبيعته، كل الناس تغضب.. لا بد أن نتسامح مع من نحبهم ويحبوننا، ولا نحكم عليهم في لحظة غضب.. انتظر وسترى سيأتي ليصالحك"، ومن جانبك تعملين على التوفيق بينه وبين هذا الطفل الصديق أو القريب الذي تشاجر معه والعمل على مصالحتهم،و هذا بالطبع إذا كنت حاضرة للموقف و شاهدة عليه فيكون تدخلك من منطلق الآية الكريمة "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله" بمعنى أن تدخلك يكون من باب تعليم الطفلين الآداب العامة لإدارة أي اختلاف بصورة عملية لطيفة، وتعلمين طفلك كذلك أيضا أن للتسامح طرقا ودرجات حسب الموقف وطبيعته وشخصية المتشاجر معه، فلا يوجد تسامح مطلق ثابت الصورة والكيفية، وأن العفو لابد أن يكون مع القدرة على أخذ الحق؛ فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.."والله يحب المحسنين"
وهكذا تتحركين بطفلك في المساحة الواقعة بين القصاص المطلق المرتبط بالكراهية والاعتداء، والتسامح المرتبط بالحب، حتى يصل إلى التوازن والنضج الكافي للحكم على المواقف مع تطور نموه ونضجه.

أما فيما يخص تعرض الطفل للضرب من الأقران أو الأصدقاء في المدرسة أو مكان آخر لا تكون الأم حاضرة فيه، فقد عالجت الدكتورة منى البوصيلي هذه الجزئية في استشارة سابقة سنوردها لكم في نهاية الاستشارة

تحياااتي







التوقيع :
اختكم

awwa2002

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية