عندما وُلدتُ , لم يكن بين جوانحي قلب !! , بل وُلدتُ وبين جوانحي حجر !! . صقلتْ الحياة القاسية ذلك الحجر , و زادته صلابة وقوة . وكان عندما تعصف به العواطف , أجده صلباً , قوياً , صخراً , ثابتاً . فتعلو وجهي إبتسامة الرضى عنه , ويزداد إعجابي بذلك الحجر الجبار الذي يَكسِر ولا يُكسَر !!.
حاول الكثير إعتصاره ولكن هل الحجر يُعتصَر !!! . إزددتُ زهواً و غروراً به مع كل محاولةٍ فاشلةٍ لتحطيمه . صرت أتشمتُ في من يحمل قلباً هشاً كالزجاج أو ليناً يُعصَر كما يُعصَر الليمون !!!.
إقتربتْ مني فتاة ضعيفة خطوة واحدة فقط , فتقدمت إليها بكل جبروت و غطرسة عشر خطوات . مدتْ يدها بهدوء نحو صدري لتمسك الحجر . إبتسمتُ إبتسامة الواثق و دنوتُ بصدري لأمكنها من أن تُمسك بتلك الصخرة الجبارة .
مسكتْها وشدتْ عليها بقوة . إبتسمتُ أكثر وفي عينيَّ إبتسامة النصر . شدتْ قبضتها عليه , ولكن هيهات أن تأثر يدها الرقيقة على تلكم الصخرة الصلدة . عندها لم أتمالك نفسي وضحكتُ عليها شامتاً .
إبتسمَتْ إبتسامة هادئةً رزينةً . ثم أخذَتْ الحجر و هوتْ به على رأسي عدة مرات حتى هشَّمتْ رأسي و كسَّرتْ الحجر !!!
ألمٌ ..... جرحٌ ..... ونزيف .........آآآآآه .....تعالَ صراخي و بدأ رأسي وقلبي ينزفان بشدة . لقد ضربَتْ قلبي بعقلي فقتلتني بي !! , و صرت السلاح والقتيل معاً !!!.
نظرتُ الى وجهها وأنا أتحمل الألآم , فإذا بها تنظر إلى الدماء وهي تسيل من رأسي و تنظر إلى قلبي الذي صار أشلاءً و تبتسم شامتتاً و كأنها تأخذ مني ثأر من سبقها !!!!!
إستدارتْ و ذهبتْ راحلتاً عني , ولكن لم تخطو بضع خطوات حتى إستدارت نحوي - و إبتسامة النصر ظاهرةٌ على محياها - ثم قالت : الغريق ,,,,, لم أتوقعك بهذا الضعف !!!!!!!!
إنطلقتْ عبارتها كالرمح طاعنتاً كبريائي الذي صرخ صرخة لم تستطع بعدها ركبتاي على حملي , فجثوتُ عليهما . لملمتُ ما تبقى من كبريائي لأرسم به إبتسامة على شفتاي و لأسند ظهري حتى لا يقع على الأرض . عندها أيقنتُ بأنني ميتٌ لا محالة , فآثرت أن لا يمس ما تبقى من رأسي التراب إلا بعد موتي , لذلك .......... متُّ و أنا واقفٌ على ركبتيَّ.