فلا شك أن الأولاد هم هبة من الله –تبارك وتعالى-، صحيح القرآن سماهم فتنة (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) لأن كل النعم فتنة، معنى فتنة أنها امتحان واختبار يُفتَن بها الإنسان، ويختبر بها، فهؤلاء هم نعمة، ولذلك الأنبياء طلبوا من الله الذرية، سيدنا إبراهيم قال (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) سيدنا زكريا قال (رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) فطلب الذرية هذه من شأن الأنبياء والصالحين وعباد الرحمن قالوا (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً).
وبذلك اعتبر القرآن الأولاد هبة من الله، الأولاد هبة من الله تبارك وتعالى، قال
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) فاعتُبر الأولاد هبة من الله تبارك وتعالى، وبدأ الآية الكريمة هنا بالإناث (يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً) هذا رد على ما كان عليه العرب في الجاهلية باعتبار أن الإناث دُوُله ميلادهم مصيبة، كما سُئِل أحد الأعراب قيل له: إن امرأتك ولدت قال: وما ولدت؟ قالوا له أُنثى، قال: ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرها سرقة، يعني إذا أرادت أن تنصرني لا تحمل السلاح وتركب الجواد، وإنما تولول وتبكي، وبرها سرقة إذا أرادت أن تبر أباها تأخذ من مال زوجها، هذه صورة الأنثى.