بسم الله الرحمن الرحيم...............
كل إنسان فى هذه الحياة قادر إلى حد ما أن يصنع حياته فقيرة أو غنية خصبة أو مجدبة سعيدة أو شقية باسمة أو عابسة...
صحيح أن للوراثة والبيئة دخلا فى فى تحديد حياته ..فهو إلى درجة كبيرة ذكى بالوراثة قوى الأعصاب أو ضعيفها بالوراثة وهو ناشئ فى وسط فقير أو غنى بالبيئة وهكذا...........
ولكن إرادة الإنسان وعزمه وهمته وتربيه نفسه قادرة قدرة كبيرة على التغلب على عقبات الوراثة والبيئة .نعم إنك لا تقدر أن تكوة فى الذكاء قوة مائة إذا خلقت وذكاؤك قوة عشرين....ولكنك قادر أن تستعمل ذكائك المحدود خير إستعمال حتى يفيد فائدة أكثر ممن ذكاؤهم مائة إذا أهمل فمصباح الكهرباء إذانظف وكانت قوته وكانت قوته عشرين شمعة مثلا كان خيرا من مصباح قوته خمسون إذا علته الأتربة وأهمل شأنه ...................
واعلم أنك لا تقدر أن تساير أبناء الأغنياء فى ملبسهم ومأكلهم ومركبهم ..
ولكنك تستطيع أن تعيش عيشة نظيفة صحية بدخلك القليل حتى تفوق الغنى فى مظهره البراق إذا لم يسر على قوانين العقل والصحة وهكذا...
إذن فالوراثة والبيئة لا تعوقان الإنسان على إسعاد حياته إذا منح الهمة وقوة الإرادة والتفكير الصحيح ..ومجال القول فى ذلك فسيح ولكنى أقتصر هنا على بعض المبادئ
وأول نصيحة لك ألا تيأس..وأن تتوقع الخير فى مستقبلك ولا تعبس دائما زاعما أن الخير منحه الله لغيرك وليس لك منه نصيب ووسع أفقك واعتقد أن العناية الإلهية لن تحرمك الخير فى المستقبل
فإعتقادك أنه لا مستقبل لك ولا أمل فى الحياة وألا خير ينتظرك سم قاتل يضنى الإنسان حتى يميته -وعلى العكس من ذلك توقعه دائما للخير وأمله للحياة يوسع أفقه ويحمله على أن يوسع معارفه فى الحياة...وعلى الجد فيما اختاره لنفسه من صنوف العيش وعلى إستعمال المادة التى فى يديه خير إستعمال ...........
ولا تعلل بأنك لست نابغة أو شديد الذكاء ولا أن الفرصة لم تأتيك بعد.......
فالعالم لا يحتاج إلى النوابغ وحدهم ..والنجاح ليس مقصورا على النابغين وحدهم ...
فمثلا بذرة الجوافة ليس من حقها أن تطمح فى أن تكون شجرة مانجو أو شجرة تفاح..ولكن ما ضرها أن تكون شجرة جوافة حلوة لذيذة ..والحياة تتطلب الجوافة كما تتطلب المانجو والتفاح
إن كثيرا من الشباب يعتقدون أن هناك من منحهم الله قدرة على التفوق من غير جهد..وعلى الإتيان بالعجائب من غير مشقة..وعلى قلب التراب ذهبا بعصا سحرية.....ولكن كل هذه الأفكار عائقة عن العمل وعن النجاح .
كل من ساروا فى طريق العمل بدءوا حياتهم بنوع من الغموض والشك والظلام ...ولكن من نجح منهم إنما نجح..لأنه بعد أن بدأ حياته أحس أن بيده مصباح من نفسه يضئ له طريقه ويستحثه على السير...وكلما تقدم إلى الأمام خطوة استحثه عزمه على متابعة الخطى فى غير خوف ولا ملل....ومتى أراه مصباحه أنه سائر على هدى وعلى صراط مستقيم لم يتشكك فى سيره ولم يتعجل النجاح واستمر فى طريقه حتى يبلغ الغاية
وأكبر وسيلة للنجاح أن يكون للشاب مثل أعلى عظيم يطمح إليه وينشده ويضعه دائما نصب عينيه ويسعى إلى الوصول إليه :أن يكون عالما عظيما أو تاجرا عظيما أو صانعا أوسياسيا عظيما ..ِ..ْْْْ....
ونحن نشاهد فى حياتنا العادية أن من عزم أن يسير ميلا واحدا أحس بالتعب عند الفراغ منه...ولكن من عزم أن يسير خمسة أميال قطع ميلا وميلين وثلاثة من غير تعب ...وذلك لأن غرضه أوسع وهمته المدخرة أكبر
فإنا نشاهد أن كل من رسم لنفسه غرضا يسعى إليه وأخلص إليه واستوحاه وإجتهد فى الوصول إليه نجح فى حياته ..ولم لم يدرك الغاية كلها أدرك جانبا عظيما منها
منقووول
العرض الشجري
