اخوتي الاحباء
الدنيا امنيه اهل الآخره جميعا , فكلٌ يرجو الرجوع اليها , لا ليستزيد من متاعها , وليستكثر من زخارفها وحطامها , وانما ليتوب من زله ويتنافس في الخير كله
ارايت اهل الجنه في نعيمهم المقيم , وخيرهم العميم , فيما لا عين رأت , ولا اذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر في النعيم الذي لا يكدره سخط , والراحه التي لا يشوبها عناء , والسعاده التي لا يخالطها شقاء, فيما تشتهيه الانفس , وتلذ الاعين , وهم على الرغم من ذلك يتمنون ان يعودوا الى الدنيا فيعملوا بالصالحات ليرتفعوا في المنازل والدرجات , وقال صلى الله عليه وسلم ( ان اهل الجنه ليتراءون اهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الافق من المشرق او المغرب , لتفاضل بينهم )
وتأمل ان شئت حال الشهداء الذين قدموا ارواحهم ودمائهم رخيصة لله رب الارض والسماء , وارواحهم في جوف طير خضر , لها قناديل معلقه بالعرش , تسرح من الجنه حيث شائت , ثم تأوي الى تلك القناديل وهم يتمنون لو ان لهم كرة ثانيه الى الحياة الفانيه فيعلمون للحياة الباقيه (يارب نريد ان ترد ارواحنا في اجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة اخرى )
فإن كانت هذه امنية اهل الجنه , فما بالك بأماني اهل النار ؟! وهم الذين في جهنم يحشرون وعلى وجوههم يسحبون وفي الاغلال يصفدون , في الشقاء الذي لا سعاده معه والكدر الذي لا انس فيه , ولا امل في الخروج منه , وهم يصطرخون فيها : " ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون"
ربنا: اشيقينا انفسنا بالذنوب والخطايا والمعاصي والرزايا , فأرجعنا الى الدنيا " نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل "
فيأتيهم الجواب الذي تتقطع لهوله القلوب ولحسرته الافئده : " اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجائكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير "
فيا اخوتي الاحباء
مازلنا في الامنيه : ومازالت الفرصه امامنا , والطريق بين ايدينا , فالنجدد المسير الى السميع البصير , ولنفق من هذا السبات قبل ان يخترمنا الممات ......
فقد دنا الرحيل ... والزاد قليل ... والسفر طويل ... والخطب جليل... والله المستعان .
ملاك الامر تقوى الله فاجعل تقاهُ عدة لصلاح امرك
وبادر نحو طاعته بعزمِ فما تدري متى يمضي بعمرك
اختي الكريمة .. شوووق ..
اسعدك الله اختي الكريمة لنقلك هذه المشاركة الفعالة التي اسال الله ان ينفع بها الجميع
نعم والله .. امنية أهل الجنة .. العودة للدنيا .. ليزيدوا من اعمالهم .. ويكثروا من الصالحات ..
وأمنية اهل النار .. ايضا .. العودة للدنيا .. ليصلحوا اخطائهم .. ويتوبوا عن سيئاتهم ..
لذلك علينا أن نحاسب انفسنا وأن نلجأ إلى الله بقلب سليم ونية صادقة ,, قبل ان تضيع الفرصة
فباب التوبة مفتوح ما لم تغرغر الروح ,, فلنكن صادقين مع انفسنا ولنحاول تجديد حياتنا وتغيير انفسنا نحو الأفضل ,,
لقد اعطانا الله الفرصة ,, ومنحنا الوقت ,, وحبانا بالصحة والعافية ,, ومن علينا بمن يذكرنا ويرشدنا ,,
فإلى متى سنؤجل هذا القرار ,؟؟ إلى متى سنؤخر التوبة والعودة إلى الله ؟؟
حبانا الله بالوقت .. وامد لنا في العمر .. فلنستغل ذلك في طاعته .. ولنصلح علاقنا بربنا ..
موضوع متميز .. ومشاركة هادفة .. فكتاب همسة في اذن من احب .. من اجمل الكتب ..
وليت الجميع يقتني هذا الكتاب ليقرا فيه من الفوائد الشيء الكثير ..
فجزاك الله عنا خيرالجزاء .. وسدد الله خطاك في دروب الخير والصلاح ,, وثبتك على دينه
بارك الله فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين ووفقك لما يحبه ويرضاه ,,