إلى أخي الطبع الغريب .... أشكر شخصكم الكريم لدعوتي من خلال ردك على خاطرتي ( ليلة ألمي 000والفراق المر ) لقراءة خاطرتكم الرائعة ( عندما تبكي الدموع كاتبة ...وداعا سيدة السرور )حقيقة أخي إن رائعتكم هذه أثارت الأحزان في داخلي ... وأعادتني لشريط ذكريات أليم أذكره في كل مناسبة حتى الأفراح أخي إن ظروفنا لم تكتفي في التشابه بفقد الأم فقط لكنك تحكي في خاطرتك عن ذلك المرض عندما اغتال سيدة سرورك والدتك الحبيبة فكأنك تحكي لي قصة اغتياله لسيدة سروري والدتي الحبيبة ... وماتت هي أيضا مبطونة رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته وتقبلهما في زمرة الشهداء آمين ...
فرغت من قراءة خاطرتكم الرائعة ...
فأغارت عليّ موجة الآلام العارمة ...
وتراكمت عليّ سحابات من الحزن المؤلمة ...
شعرت بحرارة الدموع تغزو عيناي ...
أمسكت رأسي لتوارد الذكريات الأليمة المريرة دفعة واحدة ...
انت تكتب عن خطوات مرض سيدة سرورك .. إنها نفس خطوات مرض سيدة سروري ...
أخذتني في خاطرتك الأليمة لنبحر معاً في زروق الآلام الصغير ...
في بحيرة الأحزان التي نرويها بدموعنا لفراق سيدة حنان كل منا ...
دموع ليست فقط لفراقها لكن لتذكر مواقف الآلام .. ألمها في جسدها .. ونظرة ألمها .. والبسمة التي كانت ترسمها على شفتيها لتقنعنا بأنها لا تتألم .. لكن ابتسامتها كانت باكية لشدة الألم .. تغيرت نظارة وجهها تدريجياً إلى حد الذبول ...
آه ..... لتلك الآلام ...... آه ...
كل مرحلة من مراحل هذا المرض تحكي رواية عن الأحزان التي نمر بها وتمر بها هي ...
" أنا موقنة بأنها نفس الرواية التي مررت بها أخي الكريم الطبع الغريب .. "
كيف لهذا المرض ...؟؟؟
أن يغتال ذلك القلب الحنون ...
ويحول تلك البسمة الحنونة إلى سلسلة من الآلام حتى الموت ...
ويزيد الآلام الآم ...
كنت أتأمل خيراً كلما خف ألمها ويمتلئ وجهي بشراً ...
يخفق قلبي بالفرح لمجرد بصيص من الأمل ...
ثم يعود ويخفق بالألم لمجرد معاودة الآلام لجسدها النحيل ...
ذكــــــــــــــرى...
دخل والدي الحنون وأنا ابكي بكاءً مريراً .. بعد أن نال المرض من والدتي رحمها الله وبعد استخدام الكيماوي سألني ما بك يا حبيبتي ..؟
قلت له انظر أبي إن والدتي مريضة !!
وجاءت والدتي الحبيبة رحمها الله ووقفت وأنا احدث بهذه الكلمات وعيوني تفيض بالدمع مثل طفل بريء .. فقالت لي : أنا بخير يا حبيبتي ...
فأخذني والدي الحبيب على صدره الحنون عله يلاشي بحنان صدره ألمي ...
واستمرت أسطورة معاناتها مع المرض بعد هذا الموقف ستة اشهر ...
آه ..... ما أقسى ذلك المرض ... كم هو قاس ... يرغي ويزبد في جسد المريض ألماً .. يكيل آلاف الآلام لمن هم حول المريض ...
لا أعلم هل أكتب سطوري هذه بمداد الألم ... أم بمداد ذكرياتنا الحزينة الأليمة ...
أم بمحبرة قلبي الحزين ...
لكن عزائنا يا أخي أن نرفع لواء الأمل بالله عالياً ونسأله سبحانه أن يجمعنا بهن في مستقر رحمته آآآآمين وأن يجيرنا والمسلمين من هذا المرض انه ولي ذلك والقادر عليه وصلي اللهم وسلم على سيدنا النبي الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
أخوي الطبع الغريب .. لا أستطيع أن أكتب أكثر من هذه الكلمات ليس لأن الكلمات انتهت لكن لأني أشعر بأن الألم أخذ من قلبي الصغير كل مأخذ فتاهت الكلمات وضاع التعبير في زخم الاحزان ...
وتهت أنا في عالم الأحزان ...
عذراً أخـــي على الإطالة فأنت أعلم الناس بأن قصتنا هذه لو سطرت في معلقات لما كفتها ...
و أعذرني على بساطة الأسلوب وركاكة الكلمات .. فهذا يرجع لأني تركت الكتابة منذ سنتين ولم أرجع لها إلا قبل ست اشهر تقريبا وأيضا لأني لم أطلع إلى أمهات الكتب في الفترة الأخيرة لدعم أسلوبي في القراءة والكتابة . ..
أخي الطبع الغريب ... وكل من قرأ سطوري هذه ..
للجميع أهدي تحياتي وتقديري واحترامي