التقليد الأعمى إن دل على شيء فإنما يدل على انفصام الشخصية وانحلالها، علاوة على فقدان إرادتها وميوعة وجودها الأصلي وانعدام كيانها الأساسي، ويبرهن على انصهار شخصية المقلد في بوتقة المقلّد، ما يجعله باستمرار يسير في طريقه من حيث السلوك، ويكتفي بوجهته من حيث الأخلاق. وهذه المرحلة من فقدان الشخصية تجعل المقلد يحاكي بإخلاص ويقلد بإتقان في كل شيء فلا تمييز له ولا اختيار، كتقليدنا نحن العرب للغير في القشور فقط، بشكل يدل على مدى انصهارنا في الاستهلاك والسطحية...
فليتنا قلدناه في التفكير السديد والابتكار المفيد، وليتنا أخذنا محاسنه واجتنبنا مساوئه...
لقد ارتضينا الغرب قبلة واكتفينا به وجهة! فمتى نتحرر من إسار التقليد البغيض ومتى نثور ونقاوم. . متى؟! ..
منقول