في بيت يضج بالسكان، وتتعالى فيه الأصوات والضحكات، يقبع في ركنه غريب أحاط نفسه بسياج من حديد، وأقفل على نفسه داره، ليعيش حياته كما يشاء، فيسبح في فضاء الخيال، ويصنع لنفسه عالماً جديداً مليئاً بالتفاؤل والحب، عالماً يسهل فيه تحقيق الأماني والأحلام، عالماً مفروشاً ببساط أخضر تتوسطه باقات الزهور بأريجها الزكي، وتعلو سماءه الصافية عصافير مترنمة تشدو له بأعذب الألحان والأنغام..
يا لَهُ من عالمٍ عصي لا يتواتر إلا في خيال ذلك الغريب، ويا له من إحساس مؤلم أن تكون غريباً في دارك! !
منقول