العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 28-12-2002, 03:44 AM   رقم المشاركة : 1
فقاعة بترول
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية فقاعة بترول
 







فقاعة بترول غير متصل

أنا اليتيم .... فارحموني ......

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه قصة للكاتبة ريم الحربي ......



الأهالي في القرية يرقدون باكراً ،

ومؤيد منهم وليس مثلهم ، يرقد في النهار ويعقد صداقة مع الليل ، يحب

هذا الليل لكنه لا يأبه بدموعه ..

يبدوا الليل وكأنه رداء أسود قاتم يلف المكان ، الجميل فيه أن المدن

تتوحد .

الشوارع تخلو من كل شيء عدا الضوء المرتعش ، وصوت الجندب

المزعج ، والبيوت في كل مدينة تطفأ أنوارها وتنام . ويهدأ رنين الهاتف

ويقفل التلفاز ، حتى المذياع يؤثر النوم باكراً .. أما حين تطلع الشمس

فإنها تفضح خيانة كل مدينة .. وكل شيء يتنفس بالشروق ثم يمارس

تمرده الملون .

اعتلى مؤيد حائط السطح ليرى المدينة التي تبعد عن قريتهم ( 5كيلو

مترات ) ، أنوارها من بعيد تبدو كأنها مجامر تشتعل . نزل عن الحائط

محترساً لئلا يحدث صوتا يزعج جده النائم في السطح ، حتى لا ينهض

ويشتمه كالمعتاد .

الأشباح فقط هي التي لا تنام في الليل .. نزل عبر السلم ، مر من

جانب المرآة توقف وعاد إليها .. هذه الخيوط السوداء التي تنمو فوق

شفتي أحالت وجهي شبيهاً بوجه والدي .. كل حين أتحسسها ، هل

ما زالت رطبة ، أم أنها جافة كحزني ؟ !!.

فتح الصنبور ، رشق وجهه بالماء ، ثم عاود التأمل بالمرآة .. لم يتغير

شيء غير أن قطرات الماء ذكرتني بالمطر ، ونحن الآن في صيف قائظ

فمن أين يأتي المطر ؟ ! ذهب لغرفته .. فتح النافذة ، تأمل القمر ..

كلا .. ليس قمرا !! أكله الحزن حتى نحل فصار هلالا ، فتح الدرج أخرج

صوره الفتوغرافية القديمة ، عندما لم تكن الخطوط السوداء قد غيرت

ملامحه . كان مغرقا بالحزن ، وهذا يعني أن طفولته كانت مؤلمة .

سهيل يسأله : هل قاسمك الحزن حتى خبز أمك ؟ ! .

مات أبو مؤيد غرقاً وهم صغار ، ولم يكن ليهتم بهم أحد ، فهم جيش من

اليتم تسعه صبية ، وبنت واحدة ، أما أمه فهي حلوة كالسكر ، لها قلب

أبيض كالثلج ، مخضبة بعطر الياسمين والصبر ، يلاحظها لا ترجف في

الشتاء بقدر ما يهزها ألم السنين كل ليلة فترتج بقوة . فيخترق مؤيد

عزلتها .. يمسح يدها ، يشمها ، يضمها إليه ، يمرغ وجهه من رائحتها ،

ثم يسألها : لم ترتجفين ؟ ! . فتقسم أنها لا ترجف مع أنه يلمح بريق

عينيها والدمع العالق فيهما يهتز .

عمره سبعة عشر عاما قضاها في أنين مستمر ، وهو يبحث عن والده ،

وعن الجواب الذي يمكنه من الوصول إلى الحقيقة ، ولكن الحقيقة تموت

حينما يكون الطريق إليها مجرد وهم .

ذات يوم قفزت الأفكار إلى مخيلته ، كرر الكلمات الغاضبة أمام جده الذي

بدا صامتا ، وضع يده عند صدره .. صمتك يقتلني .. يبددني هذا الصمت

لا أحبه ، لأنه يذكرني بانكساري حينما صمتت الحياة من حولي ، وذلك

اللقب يطعنني من الخلف .


يــــــــــتيم .... يـــــــــــتيم



لم يسمع صرخاتي أحد ، حتى والدي

أثر الصمت ، لم يأت إلي لينجدني .. ، وشبعت من كلمة مات .. حينما

أهلكني جوع اليتم وأنتم ترددونها أمام ذلك السؤال الطفولي الحزين

أين والدي ؟ ! .


نهض رافعا يديه .. مات .. مات .. صرت أسمعها في غضب البحر ،

وأراها في دموع السماء ، في عيون أمي .. في رغيف الخبز . قلتم لي

أن حوريات البحر أقمن العرس عندما غرق أبي الشهيد ، فكرهت أبي

لماذا يترك أمي ؟ ! أمي التي تنتظره كلما أقبل الربيع تتخضب بالحناء ،

وتسرح شعرها ، تكحل عينيها ، وتلبس البرقع ، وأراها أجمل امرأة في

عيني وهي ترتدي ثوبها البنفسجي ، وتتضمخ بالعطر .. لكني أموت ألف

مرة ، وأنا أسمع الجدران تنبض بقوة ، تردد وجيب قلبها الممتلئ بالحب

والطهر .. ثم أتسلل إليها فأصرخ من انكسارها وبكائها ، لكني أعفو عن

والدي حينما أراها تبتسم وغم الحزن ، وتقول لي : تشبه والدك ..

أتمنى أن تكون رجلا صالحا مثله في المستقبل !!.. غير أن النيران تعاود

الظهور في فؤادي ، حينما أرى البرد يتسلل إلى أطرافها في عز

الصيف .. كيف تجرأ علينا كل شيء ولم نعد نملك أية مقاومة ، صرنا

أضعف الموجودين إلى وجه البسيطة ، حتى أحلامنا – أيها الشيخ

الكبير – لم نعد نملك ثمنها !!.. راقبه جده ، صوب نظراته تجاهه ..

أتعلم ما الموت ؟ !
. هو أن تنقطع من الحياة تماماً ، لتصبح بحياة

أخرى ، هو أن يغزو السواد مقل الأحياء فتهتز الجوانح لألم نهائي ، لا

يحس به إلا إنسان واحد .. يفصل نبضه التوقف وترفض عروقه غزارة

الدم .. هل علمت كيف يغزو الموت أرواحنا فينشلها من هذا الطين

الضعيف ، فتستسلم لإرادة الله – عز وجل – وتذعن لما قضاه وقدره ..

قام جده وأمسكه حتى وقف أمامه ضمه بقوة ثم أزاحه عن صدره ..

تأمله بحزن ..

مؤيد !! إن أباك قد مات غرقاً وهو مسافر في رحلة صعبة في البحر ،

كان مدانا لأبي خالد بسبعة وثلاثين ألف درهماً لكنه مات قبل أن يكمل

السداد ، أبتلعه الموج الغاضب ، وحينما مات عفا أبو خالد عن دينه .

جلجل صراخ قاتل في صدر مؤيد ، أحس لحظتها بدوار فظيع ، أحال كل

ما أمامه طبقا بلوريا راقصاً .. سقط على الأرض ، وتعلق بقدمي جده

وصار يهتز بدون بكاء ، وأنين مشحون باليأس يضغط إلى رئتيه .. هاهو

يتجرع كؤوس اليتم حتى يتقيأها .. ماذا لو عفا أبو خالد دينه مسبقاً

لما خاطر أبو مؤيد وامتطى البحر ..


هز مؤيد رأسه كأنه يحاول تفتيت هذه الذكرى طفرت من عينيه دمعتين

باهتتين ، مسحهما بسرعة قبل أن يفضحهما الفجر .. أعاد صوره

الفتوغرافية إلى درجه ، وسحب من داخل الدرج كيساً من القماش .

( ززز..تك ) صوت الباب الخارجي لبيتهم وهو يوصده بهدوء مبالغ فيه ،

لئلا يحس به أحد ، الدروب كلها نائمة وهو يتأملها مزهوا بفكرة بزغت

له .. مشى حتى أقترب من البحر ، غرس أقدامه في رمال الشاطئ ثم

خطوة .. خطوة بدأ ينزل إلى البحر أخرج نقودا من داخل الكيس الذي

يحمله ، وصار ينثرها في البحر .. تلاطم الموج من حول قدميه ، وصوته

يعلوا بقوة ...

خذ أيها البحر ثمن طفولتي ...



(( تمت ))


أختكم / فقاعة بترول .... *a






التوقيع :
اللهم اجعل حبك وحب نبيك -صلى الله عليه وسلم - في قلوبنا أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ


ولدتك امك يا ابن آدم باكيا ..... والناس حولك يضحكون سرورا ....


فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا ..... في يوم موتك ضاحكا مسرورا ....




كتبت أحد أخواتنا - جزاها الله خيرا - في

أحد الموضوعات الآيات السبع المنجيات

وهي هذه الآيات ...


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

( قُل لَن يُصِيبَنا إلا ماكَتَبَ الله لَنا هُوَ مَولانَا وَعَلى الله فَليَتَوَكَّلِ المؤمِنُونَ )



( وَإن يَمسَسكَ الله بِضُرٍ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَ إن يُرِدكَ بِخَيرٍ فَلا رَادَّ لِفَضلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشِاء مِن عِِبَادِهِ وَ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ )


( وَمَا مِن دابَةٍ في الأَرضِ إِلا عَلَى الله رِزقُهَا وَ يَعلَمُ مُستَقَرَّهّا وّمُستَودعهَا كُلٌ في كِتَابٍ مُبينٍ )


( إِني تَوَكَلتُ عَلَى الله رَبي ورَبَكُم ما مِن دَابَةٍ إِلا هُوَ أَخَذ بنَاصِيَتَها إِنَ رَبّي عَلَى صِرَاطٍ مُستَقيمٍ )



( وَ كَأيّن مِن دَابَّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَها الله يَرزٌقُها وَإِياكُم وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ )

( مَا يَفتَحِ الله لِلناس مِن رَّحمَةٍ فَلا مُمسِكَ لَهَا وَمَا يُمسِك فَلا مُرسِلَ لَهُ مِن بَعدِهِ وَ هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ )


صدق الله العظيم









كـن مسـلماً وكفـاك بين النـاس فخرا

**** كـن مسـلماً وكفـاك عند الله ذخرا


فإذا حييت ملأت هذه الأرض بشرا ****

وإذا قضيت عرفت كيف تموت حرا




(( إهداء لروعة شموخ ...


كريم إذا ما جئت للخير طالبا ... حباك بما تحوي عليه أنامله


ولو لم تكن في كفه غير روحه .... لجاد بها فليتق الله سائله )))



<embed width="388" height="170" src="http://www.brooog.com/sign/dunea.swf" type="application/x-shockwave-flash">

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية